يبدو أن رؤية التطوير والتحديث التي أعلن عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منذ الإعلان عن توليه ولاية العهد في السعودية باءت بالفشل ولم تحقق أي من أهدافها، بل على العكس كانت السبب في إظهار المزيد من الترهل داخل في هذا النظام، الذي تبين أنه من الصعب أن يكون قادراً على إحداث أي تغييرات، بسبب عدم ثقة الجهات الحليفة له به، وهذا ما تحدثت عنه بعض الصحف الغربية والعبرية في الحقائق التي كشفتها عبر مانشرته عن الواقع السعودي.
وفي البداية مع صحيفة “هآرتس” العبرية التي قالت:
“إنّ سيطرة السعوديّة في الخليج اهتزّت كثيراً وهي تسعى يائسةً لتسجيل إنجازاتٍ سياسيّةٍ .. والسيرك البهلوانيّ، الذي بات يُعرف إعلامياً بـصفقة القرن، والذي كانت السعودية ستلعب فيه دورا ًرئيسياً، قام بطيّ خيمته، والقوات الأمريكية في سورية تنوي الانسحاب، وبالتالي فإنّ أمام هذه المستجدّات، شدّدّت المصادر بتل أبيب، أنه يتحتم على المملكة إعادة فحص استراتيجيتها”.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في هذا الصدد:
“بعد عامين من الإصلاحات التي تهدف إلى إحداث انفتاح للمجتمع على العالم لاتزال هناك فجوات كبيرة عند الإجابة على أسئلة مثل ماذا ارتدي وماذا أفعل؟ .. ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضون في الغرب يقولون إن هذه الإصلاحات تزامنت مع محاولات عديمة الرحمة لسحق المعارضة، حيث تم اعتقال معارضين وعلماء دين ونشطاء بشكل اعتباطي، كما قالت عدة ناشطات نسويات إنهن تعرضن لاعتداء جنسي وتعذيب وهن رهن الاعتقال”.
أما “واشنطن بوست” الأمريكية فكشفت أن الولايات المتحدة رفضت تدريب جهاز الاستخبارات السعودي لعدة أسباب، حيث ورد فيها:
“نقلاً عن شركة داين كورب، فإن الخارجية رفضت التدريب بسبب مخاوف من أن المملكة ليس لديها حتى الآن ضمانات مناسبة للحيلولة دون عمليات سرية خارجة عن القانون “خاشقجي مثال”، ومن ضمن أسباب الرفض الأمريكي هو شعور المسؤولين في أمريكا أن ابن سلمان ولي العهد لم يسيطر على هذا الجهاز الحساس وأنه غير مدرك أنه يجب إصلاحه ومحاسبته أيضاً، ومثالاً على ذلك سعود القحطاني، المستشار المقرب لولي العهد السعودي والذي أعلنت وزارة الخزانة أنه كان المخطط لعملية قتل خاشقجي وفرضت عليه عقوبات لذلك، ما زالت لم توجه إليه تهماً رسمية، ولا يزال يتولى عمله خلف الكواليس”.
واضح أن المملكة السعودية لازالت تسعى لتلميع صورتها أمام العالم، فهي تفتخر بتحالفها القوي مع أمريكا وأنها من الدول الغنية نفطياً، وتعتقد أنه بوجود مثل هذه العوامل ستتمكن من أن تكون قوية اقتصادياً وعسكرياً وفي مجالات أخرى، إلا أن ما كشفته السنين الأخيرة أكدت أن السعودية غير ذلك وخصوصاً في حربها على اليمن وتورط نظامها في الكثير من القضايا التي أفقدت ثقة حلفاءها بها وبسياستها.