من المفترض أن يتم اليوم الإعلان عن “صفقة القرن” التي تقضي بحل الدولتين والقضاء على “حق العودة” وصولاً إلى الإعلان عن الكيان الإسرائيلي كدولة معترف بها، في حين أن الحديث عن إعلان تفاصيل هذه الصفقة تزامن مع العديد من الأحداث أبرزها محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والكشف عن تهم الفساد التي تلاحق رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”.
فتحدثت “القدس العربي” عن سر اختيار هذا التوقيت للإعلان عن “صفقة القرن” فنشرت:
إن ذلك يتعلّق على الأغلب “بأن ترامب ونتنياهو يواجهان اتهامات كبيرة، فالأول بدأت محاكمته الثلاثاء الماضي في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام السلطة الرئاسية وعرقلة عمل الكونغرس، والثاني متهم في ثلاث قضايا فساد وسيجري الكنيست مداولات حول حصانته من هذه التهم من عدمها”.
فيما قالت “يسرائيل هيوم” العبرية:
“إن الحدث الأكثر إثارة بالشرق الأوسط بعد ما نشر عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الهدوء النسبي الذي ساد لاحقاً، فصفقة القرن التي تسحب البساط من تحت المطلب العربي التقليدي بإقامة دولة فلسطينية على كل أراضي الضفة الغربية وعاصمتها القدس، كان متوقعاً أن تحدث ضجة كبيرة، وتخرج المتظاهرين في بعض الدول العربية للشوارع، والحديث عن هذه الصفقة كان من المتوقع أيضاً أن يُقابَل بإدانات وتهديدات من قبل القادة العرب، لكن أي من ذلك لم يحدث”.
وجاء في صحيفة “العرب“:
“لا يمكن أن تجد محدداً أكثر وضوحاً من الابتزاز في السياسة الخارجية الأمريكية، وعندما يتعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية يصبح الأمر أكثر فجاجة وقبحاً، فكيف إذا ارتبط بالانتخابات ومصلحة عليا لإسرائيل مثلما تحمل صفقة القرن الترامبية، لم يخشَ ترامب لومة لائم عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولا حين اعترف بالجولان السوري جزءاً منها، وكذلك عندما شرعن المستوطنات، وأبدى موافقة ضمنية على ضم الأغوار، كل ذلك تمهيداً للحظة تاريخية يقف فيها ليقول للعالم، تعيش إسرائيل والموت لحلم الدولة الفلسطينية المنتظرة”.
قد تكون قرارات ترامب بخصوص “إسرائيل” التي سبقت “صفقة القرن” بمثابة تمهيد لها مثل الإعلان عن الاعتراف بالجولان السوري المحتل على أنه جزء من الكيان الإسرائيلي والاعتراف بالقدس عاصمة لـه وغيرها، إضافة إلى التعاون الذي قدمته بعض دول الخليج لـلكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية تمهيداً للإعلان عن هذه الصفقة والتي تمثلت بالمزيد من التطبيع العلني، والقرارات الأخيرة التي أظهرت التقارب الخليجي-الإسرائيلي بشكل واضح كالسماح للإسرائيليين بالسفر للسعودية، إلى أن وصل الحال ببعض الأنظمة العربية إلى إنتظار الإعلان عن “صفقة القرن” والاستماع إلى تفاصيلها من ترامب و”نتنياهو” دون أي إجراء أو حتى إدانات، وإنهاء الحلم الفلسطيني بالعودة.