العمليات العسكرية الضخمة في ريفي حلب وإدلب، وتأمين محيط مدينة حلب بشكل كامل، فتح العديد من الملفات الجديدة الأمر الذي يشير إلى مدى أهميتها وتأثيرها على المنطقة بأكملها وليس سورية فحسب، وأبرز هذه الملفات هو ملف بات حديث المحللين والسياسيين العرب والأجانب وهو الحال الذي ستؤول إليه العلاقات الروسية-التركية بعد هذه المرحلة، بالإضافة للعديد من الملفات المرتبطة بالمجموعات المسلحة وعلاقتهم مع تركيا، وغيرها مايتعلق بالمرحلة التي ستلي هذه الإنجازات العسكرية.
فنشرت “القدس العربي” :
“الأتراك باتوا يدركون أخطاء مقاربتهم للصراع على سورية، رغم استمرارهم بنهج الذرائعية والتبرير لتحقيق مصالحهم.. وفق المعطيات الحالية، ليس أمام الرئيس اردوغان سوى القبول بتسوية مع روسيا لحفظ ماء الوجه، فهذه المرة لن يتمكن فيها اردوغان من إنهاء القتال بصفقة رابحة يحيكها مع الرئيس الروسي بوتين كما جرت العادة منذ معارك حلب عام 2016 وما تبعها في 2017 من عمليات عسكرية تركية «درع الفرات وغصن الزيتون»”.
وفي “رأي اليوم” جاء:
“هذه الانتصارات الميدانيّة للجيش العربيّ السوريّ تُقابِلها حالةٌ من التأزّم في أوساط الفصائل المسلّحة وحليفها التركيّ مع اقتِراب معركة إدلب الفاصِلة، فمن الواضح أنّ تهديدات الرئيس رجب طيّب أردوغان باستِخدام القوّة، وضرب هذا الجيش في كُل مكان التي ترافَقت بإرسال عشَرة آلاف جندي و80 دبّابة و150 عرَبة مُدرّعة لم تُعطِ أوكلها، ولم تُوقِف تقدّم الجيش السوري، بل أعطَت نتائج عكسيّةً تماماً”.
وورد في “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية:
“لا يزال الوضع متوتراً بدرجة كافية، فقبل المحادثات الروسية-التركية، التي عُقدت في موسكو، حول إدلب أدلى أردوغان بتصريحات شديدة القسوة، ربما من أجل مد الجانب التركي بالثقة في المفاوضات، لكن هذه التصريحات أثارت موضوعاً لا يمكن تجاهله ببساطة.. ولا نستبعد صدور تصريحات أكثر صرامة، ولكن موسكو وأنقرة تتمتعان بخبرة كبيرة، وتفهمان مثل هذه المناورات السياسية، وبالتالي فسوف تتصرفان على أساس هذا الفهم ومع ذلك، فهل سيحل كل شيء على طاولة المفاوضات في موسكو”.
هناك احتمال كبير جداً بأن تشكل المرحلة المقبلة في سورية خطراً كبيراً على الوجودين التركي والأمريكي غير الشرعيين في الأراضي السورية، وهذا ما يلفت إليه المسؤولون السوريون وحلفاءهم، ويُثبت ذلك القلق الذي تبديه أنقرة وواشنطن من معارك حلب وإدلب، لكن بغض النظر عن الأمر الذي سيكون التركيز عليه في المرحلة المقبلة في سورية، بالتأكيد الإنجاز النوعي الذي تم تحقيقه في حلب وإدلب سيشكل مرحلة مفصلية في الحرب السورية.