توصل العلماء إلى حقائق جديدة بخصوص السمنة، حيث أكدوا أن حاسة الشم تؤثر في عملية تراكم الدهون وحرقها، حتى من دون تغيير النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
وأكدت مجلة Nature Communications، أن علماء الأحياء يعلمون منذ زمن بعيد، وجود علاقة متبادلة بين حاسة الشم واستقلاب الدهون، مشيرين إلى أن آلية هذه العلاقة لا تزال غامضة، ومع ذلك قد تكون هذه المعلومات مفيدة للأشخاص الذين يريدون معرفة ما الذي يجب تناوله لتخفيض وزنهم.
وأضافت المجلة أنه في الأنف البشري 450 نوعاً من مستقبلات الروائح وقادرة على تمييز تريليون رائحة، إلا أنه من الصعب على علماء الأعصاب توضيح هذه المسألة، لذلك قرر الباحثون في هذه الدراسة المباشرة بالشيء البسيط – دودة Caenorhabditis elegans، التي فكك الباحثون جهازها العصبي خلية بعد خلية، مع العلم أن العديد من الميزات المهمة في بنية الحيوانات المتعددة الخلايا هي نفسها، لذلك من دراسة الديدان، يمكن معرفة الكثير عن الإنسان.
وتملك الدودة Caenorhabditis elegans، ثلاثة أزواج من الخلايا العصبية الشمية. واعتمادا على نوع الرائحة التي تحسها الدودة تنشط إحدى الخلايا “أو بعضها” أو تهدأ.
كما اكتشف الباحثون، أنه عند نشاط بعض هذه الخلايا العصبية، تساعد على تراكم الدهون أو استهلاكها، فيما اختار الباحثون في تجاربهم أيضاً الروائح التي تنشط الخلايا العصبية بالذات التي تتحكم في عملية التمثيل الغذائي للدهون.
وتمكن علماء الأحياء بالنتيجة من تحديد آلية هذه الظاهرة، التي تبدأ بالببتيد العصبي FLP-1 الذي تفرزه الخلايا العصبية الشمية، بعدها تجري مجموعة تفاعلات كيميائية حيوية، التي في نهاية المطاف تؤثر في عمل الجينات المنظمة لعملية التمثيل الغذائي للدهون، ومن المفترض أن يختبر الباحثون هذه الآلية على حيوانات أكثر تعقيداً وكذلك الإنسان.
وقال رئيس فريق البحث من كلية بايلور للطب مينغ وانغ: “مع أنه لا بد من دراسات إضافية، إلا انه يمكن أن يؤدي تأثير بعض الروائح في عملية التمثيل الغذائي للدهون، إلى تخفيض الوزن، لذلك يبدو أن علينا الاهتمام ليس فقط بما نتناوله، بل وأيضاً بما نشمه” وفقاً لما نقلته الصحيفة.
وفي وقت سابق، كشف علماء بريطانيون أن الروائح قادرة على تغيير كيفية رؤية الناس لأجسامهم، لافتين إلى أن استنشاق الليمون يمكن أن يحفز شعور النحافة لدى الأفراد، في حين قد يكون لرائحة الفانيليا تأثيراً معاكساً.