نشرت صحيفة “ذي أتلانتيك” الأمريكية مقالاً للصحفي “جوناثان ليو” يتحدث فيه عن تأييد مشجعي نادي نيوكاسل الإنكليزي شراءه من قبل السعودية.
وجاء في المقال:
نشرت خطيبة الصحفي جمال خاشقجي رسالة على منصات التواصل الاجتماعي تحث فيها مشجعي نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم معارضة شراء ناديهم من مجموعة مدعومة من الصندوق السيادي السعودي المسؤول عن اغتيال خطيبها.
وللأسف فإن نداء جنكيز أهمل بشكل كبير وكانت إجابة أحدهم هي أن مشاكل جنكيز ليست مشاكل الجمهور البريطاني.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه اتحاد أنصار نادي نيوكاسل يونايتد حول إن كانوا يؤيدون أن بيع ناديهم لدولة مسؤولة عن الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان ومتهمة بارتكاب العديد من جرائم الحرب في اليمن، أجاب 97% من المشاركين بأنهم يؤيدون ذلك.
هذا الاحتضان الدافئ لدكتاتور شرس تمتد جذوره إلى كراهية آخر، فهم يكرهون المالك مايك آشلي، الذي أصبح أحد أكثر الأشخاص الذين يملكون نادياً كراهية.
ولرغبتهم بمغادرة آشلي على مدى سنوات، لم يكن مؤيدو نيوكاسل يونايتد مستعدين بأن يكونوا مفرطين في الحساسية تجاه من سيحل محله أو أي امرأة حزينة تريد أن تخاطب قلوبهم.
وإن كان كما تعتقد مؤسسات حقوق إنسان بأن اهتمام السعودية بشراء نوادي كرة من الدوري الممتاز بدافع التغطية على جرائمها فما هو مدى المسؤولية العرضية لمؤيدي نادي نيوكاسل؟ وبشكل عام ما هو مدى المسؤولية الأخلاقية التي يتحملها المشجعون والتي لا يتحملها الآخرون ممن لهم علاقة مثل اللاعبين والمعلنين وشركات البث؟
وهذا هو لب الحوار الذي اشتعل في الأسابيع الأخيرة، فعندما تناقش مؤيدي نادي نيوكاسل يقولون بأن الاستثمار السعودي يلامس حياتنا بطرق مهمة.
عندما احتج العديد من مؤيدي نادي لفربول ضد تملك توم هيكس للنادي قبل عقد أو مؤيدي نادي مانشستر يونايتد ضد تملك عائلة غليزر أو مؤيدي نيوكاسل ضد قيادة آشلي على مدى عقد أو أكثر، كانت على هذا المبدأ: “يجب أن يكون نادي الكرة أكثر من مجرد وسيلة استثمار، وهذا ما هو مغروس في مجتمع الكرة، وذلك بشكل بسبب الشعور بأننا كلنا نملكه”.
إنها فكرة قد تبدو أقل أهمية الآن، حيث أصبح إتمام شراء نادي نيوكاسل وشيكاً وبدأ الحديث عن كيف يمكن للنادي أن ينفق الأموال الطائلة التي سيحصل عليها.
وحتى لو فشلت الصفقة السعودية، فقد أظهر مؤيدو النادي رأيهم، والذي لا يأبه لمعايير حقوق الإنسان على أمل أن يكون هناك عدد من العقود الجديدة للاعبين في فترة الصيف.
كونهم محرومين من أي رأي في ناديهم ومحرومين من ملاعبهم إلى فترة غير معلومة فليس غريباً أن يختاروا الطريق الأسهل، فلم تعد كرة القدم ما كنا نتخيلها يوماً بل تحولت إلى سلعة تقوم على المستهلك، وباتت في عصرنا الحديث طريقاً لتحقيق أهداف سياسية بسرعة قياسية.