مع انتشار الأوبئة ونشوب الحروب والمآسي يصبح الترويج لمنتجات تجارية تدعي قدرتها الخارقة على الشفاء أو منع الأمراض أو حجب الأوبئة أمراً شائعاً، ومع اتساع خريطة فيروس كورونا وتزايد عدد الوفيات والإصابات حول العالم، ظهرت العديد من الشركات التي استغلت فكرة “تجارة الأمل” لإفراغ مستودعاتها وبيع منتجاتها، على حساب جهل البعض وحاجتهم لعلاج فعال وفوري، ومنها كرت الوقاية.
وهذا الكرت يأتي بحجم بطاقات التعريف الشخصي، وهو أصغر من الهاتف الخلوي يوضع على الصدر، ويمكن استخدامه كمنتج “وقائي” للحماية من الميكروبات في الهواء، بحسب ما ذكرت الشركات المصنعة له، ويتراوح سعره في الأسواق السورية بين 7 آلاف ليرة سورية وصولاً إلى 250 دولاراً.
وحول هذا المنتج، أكد المسؤول العلمي في رابطة أطباء التخدير وتسكين الألم الدكتور فواز هلال، لصحيفة “تشرين”، أنه ليس هناك من شيء أكيد للحماية من كورونا ما عدا الكمامة، فهناك العديد من الناس الذين استخدموا “الكرت” وأصيبوا بالفيروس بل وماتوا أيضاً.
وعن مصدره، نوه د.هلال بأن مصدر الكرت مجهول سواء الذي يباع بـ 7 آلاف ليرة أو الأغلى ثمناً، فالناس يسعون للتميز حتى لو عن طريق الوهم، موضحاً أن هناك العديد من الأمور أو “البدع” إن صح التعبير التي ظهرت مرافقة لكورونا، ولم تثبت صحة استخدامها.
وكانت العديد من الهيئات ووزارات الصحة حول العالم قد أصدرت تعميمات بمنع بيع وتداول مثل هذه المنتج، نظراً لاحتوائه على ادعاءات طبية غير دقيقة وغير مثبتة علمياً بأنه يستخدم للوقاية من الفيروسات والبكتيريا المنقولة عبر الهواء.
يذكر أن الحصيلة العالمية لعدد الإصابات بفايروس كورونا المستجد حول العالم تجاوزت الـ 22 مليون، فيما تجاوز عدد الوفيات حاجز الـ 784 ألف، وبالمقابل هناك أكثر من 15 مليون حالة شفاء، حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، وفي سورية سجلت 1844 حالة إصابة بالفيروس منهم 431 حالة شفاء و73 وفاة حتى اليوم.