نشرت صحيفة “ذي مونيتور” البريطانية مقالاً للصحفي “الإسرائيلي”، بين كاسبيت، يتحدث فيه عن تحضيرات اتفاق السلام “الإسرائيلي”-الإماراتي التي بدأت قبل أكثر من 4 سنوات، والذي كان من المقرر الإعلان عنه في عام 2016.
وجاء في المقال:
كان من الممكن أن يتم اتفاق السلام “الإسرائيلي”-الإماراتي قبل أربع سنوات، من خلال عقد مؤتمر سلام إقليمي سيضم هذه الدولة، حين كان رئيس المعارضة السابق في حينه يتسحاق هرتسوغ، الذي كان يتفاوض آنذاك للانضمام لحكومة بنيامين نتنياهو.
رحلة شركة إلعال “الإسرائيلية” رقم 791 بتاريخ 31 آب التي طارت مباشرة من تل أبيب إلى أبوظبي ستدخل التاريخ، ومع ذلك، كان من الممكن أن تقلع قبل أربع سنوات، هذا الحدث التاريخي كان موعده السابق في 2016، عندما كان “السلام الإقليمي” يتشكل في سلسلة من الاتصالات السرية بين مختلف الأطراف.
الفريق التفاوضي ضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة عضو الكنيست إسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وسلسلة من القادة العرب، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى في قائمة شركاء السلام آنذاك، تليها دول عربية أخرى، بينها السعودية، حيث زار هرتسوغ دولاً عربية مختلفة، ووجد أن عدداً كبيراً من قادتها على استعداد لمواكبة هذه الخطوة، ولكن عقب تعثر مفاوضاته المكثفة مع نتنياهو، تم تعليق جميع الاتصالات، وبالتالي تأجيل السلام الإقليمي مع الدول العربية، مع أن بلير كان الراعي الرئيسي للفكرة.
وكان من المأمول أن ينضم الفلسطينيون للمبادرة، ويقنعوا عباس باستئناف المفاوضات مع “إسرائيل” التي تم تعليقها في 2014، لكن عباس رفض المضي قدماً، رافضاً مبادرات العديد من المبعوثين من الخليج ومصر ودول أخرى، لم يكن يريد أن يفعل شيئاً مع نتنياهو.
تم دفن هذه خطة اتفاق السلام “الإسرائيلي”-الإماراتي الإقليمية التي عمل عليها الكثيرون لفترة طويلة، وكان من المفترض أن يتم إطلاق في مؤتمر سلام إقليمي احتفالي في القاهرة برعاية السيسي، تليه محادثات مع دول الخليج حول تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، على أن يتولى هرتسوغ وزارة الخارجية لمحاولة إقناع عباس بالعودة لطاولة المفاوضات، لكن عجلات السياسة الإسرائيلية جعلت كل هذه الخطط تتحول إلى غبار.
وأشار إلى أنه “ما تم هو سحق هرتسوغ، دون أن يكون له أي معنى سياسي، مع أنه كان يمكن لنتنياهو أن يحكم انضمام هرتسوغ للحكومة، ويعزز أغلبيته في الكنيست، ويخرج اتفاق السلام الإقليمي عن مساره، لكن خبرته واسعة في التراجع عن الصفقات السياسية، رغم أن هذه الخطوة كان يمكن أن تبلور حركة السلام”.
بعد أربع سنوات، انتهى المعسكر الصهيوني الذي ترأسه هرتسوغ، ونتنياهو تورط في محاكمة جنائية، والساحة السياسية “الإسرائيلية” في حالة فوضى، ومع ذلك، وفي خضم هذا الاضطراب، نضجت فكرة السلام الإقليمي، وتفكيك النموذج الذي وجه سياسة الشرق الأوسط لعقود طويلة، وترامب، بعكس سلفه، لم يتعامل مع الفلسطينيين، وقرر أن يدفعهم ثمن ما يعتبره مواقفهم الرافضة للسلام عبر اتفاق السلام “الإسرائيلي”-الإماراتي والتطبيع بشكل كامل.