نشرت صحيفة “الإندبندنت أونلاين” مقالاً لمراسلها المختص بشؤون الشرق الأوسط باتريك كوبيرن بعنوان “حرب أمريكا على الإرهاب هي سبب أزمة المهاجرين في أوروبا”.
ويقول كوبيرن إن “الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي التي أدت في النهاية إلى تشريد أكثر من 37 مليون إنسان، وهذا هو السبب الحقيقي لأزمة المهاجرين التي تواجهها أوروبا”.
ويشير كوبيرن إلى أن هناك افتراضاً في الغرب يعتبر أنه من الطبيعي في الحروب أن يفر الناس من منازلهم كما يهربون أيضاً من الحياة في الدول التي يتسبب في فشلها عدد من العوامل الداخلية والخارجية ما يؤدي إلى انتشار العنف وبالتالي يفر الناس منها إلى دول أكثر استقراراً.
ويضيف “ما نشاهده حقيقة في تلك القوارب المطاطية التي يتلاعب بها الموج حاملة على متنها عشرات المهاجرين هو مجرد رأس الحربة فقط في الهروب الكبير للناس الذي تسببت فيه التدخلات العسكرية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها كنتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول التي شنها تنظيم القاعدة”.
ويعرج كوبيرن على مشروع “ثمن الحرب” الذي يتبناه معهد واتسون للشؤون الدولية، وهو جزء من جامعة براون الأمريكية والذي يحسب بشكل علمي للمرة الأولى عدد المهاجرين الذين نزحوا عن بلادهم بسبب العنف، حيث نزح 37 مليون شخص على الأقل عن بلادهم خلال الحروب الثمانية الأكثر عنفاً التي شنتها واشنطن أو شاركت فيها منذ العام 2001″.
ويضيف كوبيرن أن المشروع كشف أيضاً عن “أنه من بين هؤلاء هاجر 8 ملايين إلى خارج بلادهم بينما نزح 29 مليوناً إلى مناطق أخرى داخل بلادهم، وذلك خلال 8 حروب أخضعها المشروع للدراسة في أفغانستان والعراق وسورية واليمن وليبيا والصومال وشمال شرق باكستان والفلبين”.
ويخلص كوبيرن إلى أن “الرغبة في شن الحروب واستمرارها ربما كانت لتقل لو كان الساسة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يدفعون ثمنا سياسياً لها، لكن لسوء الحظ، لم يفهم الناخبون في تلك الدول أبداً أن الزخم في أعداد المهاجرين الذي يعترضون عليه في بلادهم يعود أصلاً إلى تشريد ملايين الناس في الحروب التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر”.