نشر موقع الراديو الوطني العام الأمريكي “NPR” تقريراً لجاكي نورثام عن ملاحقة السعودية للمعارضين لها في الخارج، قالت فيه: “إن سعد الجبري يعرف الأسرار، فالمسؤول البارز في وزارة الداخلية السعودية كان شريكاً ثمينا للحكومة الأمريكية، رجل لديه اطلاع على الكثير من الأسرار والمعلومات المتعلقة بالمشتبه بعلاقاتهم مع الإرهاب ومعلومات مهمة عن العائلة السعودية الحاكمة”.
إلا أن الجبري أغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهرب إلى المنفى عام 2017 ومنذ ذلك الوقت وهو ملاحق، وأشار الموقع إلى أن السفارة السعودية في واشنطن رفضت الإجابة عن أسئلته المتعلقة بهذه القضية.
ويقول الباحثون إن محاولات السعودية لملاحقة الهاربين من حكمها تشمل ملاحقتهم إلى خارج السعودية واختراق هواتفهم النقالة إضافة إلى اعتقال عائلاتهم من أجل إجبارهم على العودة. إلى جانب إسكات المعارضين وللأبد، كما في حالة الصحافي جمال خاشقجي.
كما عملت السعودية على تشجيع الناشطين والمعارضين على العودة وبالقوة إلى السعودية، وعملت أيضاً على ترحيلهم بالقوة كما فعلت مع الناشطة لجين الهذلول.
وفي هذا السياق، أكد مدير “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو رون ديبر: “إن النظام السعودي استخدم أناساً دفع لهم أو ضغط عليهم لوضع منشورات ومحتويات مؤيدة لهم” وذلك تعقيباً على المنشورات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي والمؤيدة للنظام السعودي.
وأضاف ديبر أن “النظام السعودي أصبح ماهراً في متابعة المواطنين إلكترونياً وعلى هواتفهم النقالة بحيث استطاع تحديد أماكنهم والتنصت على مكالماتهم ومعرفة محتويات بريدهم الإلكتروني ورسائلهم على منصات التواصل، مشيراً إلى أنهم “يستخدمون هذه الوسائل القوية التي بيعت لهم لمكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي وغير ذلك ويوجهونها ضد معارضي النظام والصحافيين الذين يتابعون الشؤون السعودية وخاصة من لديهم حضور بارز على منصات التواصل أو في الإعلام الدولي لأنهم يشكلون تهديداً على مصداقية وشرعية النظام”.
وقبل عامين كشف الباحثون في “ستيزن لاب” عن اختراق لهاتف ناشط سعودي يعيش في مونتريال، ويقدم عمر عبد العزيز أشرطة فيديو ناقدة للنظام السعودي، كما وكان على علاقة وثيقة مع خاشقجي، حيث قال أدم إريلي، السفير الأمريكي السابق في البحرين: “إن وضع موظفين سعوديين في تويتر كان جزءاً من استراتيجية وطنية للسعودية، وكان هدف اختراق تويتر من قبل عملائهم الحصول على أسماء وتحويل عناوين وقائمة الاتصالات للمستخدمين في السعودية والذين تم اعتقالهم”.