نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالاً الصحفية بيل ترو تتحدث فيه سير السعودية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بخطى سريعة، مشيرة إلى أن الرياض اتخذت عدداً من الخطوات الصغيرة بهذا الاتجاه بشكل يشير إلى إمكانيته قريباً.
وجاء في المقال:
ثارت التكهنات بعد قرار الإمارات العربية المتحدة والبحرين تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، حول السعودية وإن كانت ستتجه هي الأخرى نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، في حين كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ما يبدو متأكداً من ذلك.
لكن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان استبعد خطوة كهذه قبل تحقيق سلام شامل بين الفلسطينيين و”إسرائيل”، إلا أن الوقت والمواقف تتغير فما كان مستحيلاً وخيالياً في الماضي أصبح ممكن الحدوث على ما يبدو مهما كان.
التغيرات في المواقف السعودية هي مقابلة الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق للرياض في واشنطن مع قناة “العربية” السعودية، حيث شن هجوماً حاداً على القادة الفلسطينيين وطريقة ردهم على قرار الإمارات والبحرين تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
تعبيرات الأمير بندر التي وصف فيها الخطاب الفلسطيني بـ”الواطي”، حيث هاجم بندر القادة الفلسطينيين خاصة الزعيم ياسر عرفات الذي وقف مع صدام حسين في غزوه للكويت عام 1990. وقال: “باتوا مقتنعين ألا ثمن لدفعه مقابل أخطائهم التي ارتكبوها ضد القيادة أو الدولة السعودية أو القيادات الخليجية ودولها”.
ما قاله الأمير بندر يدل على أن “الظروف والوقت قد تغيرا، وهذا ليس موقفاً استثنائياً في المملكة”.
ولم تكن مقابلة الأمير بندر هي الأولى التي تظهر تحولاً في الموقف السعودي، ففي الشهر الماضي ناشد إمام الحرم المكي المسلمين تجنب “التعبيرات العاطفية والحماسية” صد اليهود في خطبة نقلها التلفزيون السعودي.
وكانت الخطبة بمثابة فحص من الحكومة لمزاج السعوديين أو أنها تحاول تطوير أفكار جديدة.
كما أن قرار الإمارات والبحرين المضي في التطبيع لم يتخذ بدون ضوء أخضر من السعودية. وساعدت المملكة الإمارات في الاتفاق من خلال السماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في أجوائها.
ورغم ذلك، فإن السعودية التي تعتبر من أقوى وأكبر دول الخليج تمقت أن ينظر إليها بأنها تطبع علاقاتها مع “إسرائيل” أسوة بما فعلته الإمارات والبحرين.
وستجد السعودية التي تقدم نفسها على أنها زعيمة المسلمين وحارسة الأماكن المقدسة صعوبة في السير نحو التطبيع. إلا أن الأمير بندر كان واضحاً في حديثه عن تغير الظروف والزمن. وربما لن تتخذ السعودية القرار في أي وقت قريب لكن الخطوة تبدو محتومة.