شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2020 تطورات مثيرة، لعل أبرزها موجة تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي التي بدأتها الإمارات والبحرين ثم السودان فالمغرب.
ولحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذه الموجة بعد أن قال للصحفيين في إسطنبول يوم 25 كانون الأول: “نود أن نصل بعلاقاتنا إلى نقطة أفضل مع إسرائيل” بحسب ما نقله موقع “آسيا تايمز”.
وقد فاجأ هذا الكثيرين، بعد أن كان أردوغان من أقوى منتقدي “إسرائيل” في السنوات الأخيرة، حيث أدان مراراً معاملة “الإسرائييين” للفلسطينيين، ولكن مع وصول جو بايدن الوشيك إلى البيت الأبيض، تعمل تركيا على إعادة ضبط موقفها الإقليمي وإعادة اكتشاف مصالحها المشتركة مع “إسرائيل” التي جعلتهما في السابق شركاء إقليميين مقربين.
ومن القضايا التي تهم الطرفين، إعادة ترسيم الحدود البحرية بعد الأزمة الأخيرة بين تركيا واليونان، وخوف أردوغان من جو بايدن الذي سيكون أكثر صرامة من ترامب، ويعتبر التعاون العسكري من أبرز المصالح المشتركة بين الطرفين.
وهنالك مثال ما زال حديث العهد، من خلال النزاع الأخير بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورنو كاراباخ ، دعمت كل من “إسرائيل” وتركيا أذربيجان، الحليف القديم لكليهما.
ولعبت الأسلحة التي قدمتها تركيا و”إسرائيل” لأذربيجان – وخاصة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار – دوراً مهماً في انتصار أذربيجان، ويقال إن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أصبح وسيطاً بين الطرفين.
لذلك، قد يشهد العام الجديد روحاً جديدة في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، حيث اتخذ أردوغان الخطوة الأولى بوضوح.
ولم يتضح بعد كيف سيكون رد “إسرائيل”، خاصة في وقت تتجه فيه البلاد إلى صناديق الاقتراع في رابع انتخابات برلمانية في غضون عامين.
ولكن، يتوقع رد إيجابي قريب من “إسرائيل”، رغم أنها لن تجري أي تغيير في سياساتها تجاه الفلسطينيين، الأمر الذي سيتناساه أردوغان بكل تأكيد.
المقالة تُرجمت عن: “آسيا تايمز“