أنهت “قمة العلا” خلافاً خليجياً دام لأكثر من ثلاث سنوات، شهدت قطيعة وحرب تصريحاتٍ بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والإمارات من جهة أخرى، ليتم فك العزلة والحصار عن قطر، ويعود الإعلام القطري والسعودي لوصف العلاقات بين هذه الدول بـ”الأخوية”، بعد سنوات من مهاجمة بعضها، وتبادل التهم بدعم الإرهاب، خاصة فيما بين الفضائيات القطرية والسعودية.
حيث نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية:
“على الرغم من تأكيد البيان الختامي لقمة العلا بالسعودية على عودة العلاقات الكاملة بين قطر ودول المقاطعة واحترام مبادئ حسن الجوار، إلا أن انعدام الثقة ما يزال قائماً، خاصة وأن جذور التوتر لم يتم التطرق إليها، وما حصل هو تخفيف لحدة التوتر، أكثر من كونه مصالحة إقليمية واسعة النطاق” مشيرة إلى أن كل ما حصل كان بضغط من جاريد كوشنر صهر ترامب”.
وفي صحيفة “الغارديان” البريطانية جاء:
“إن المصالحة الخليجية كانت تعبيرا عن تعب وليس تنازلاً. الحديث عن العلاقات الأخوية كان الطابع الذي اتسمت به القمة الخليجية في منطقة العلا بالسعودية وليس التعلم من دروس الماضي.. ولم يكن الحديث عن العلاقات الأخوية وإنهاء هذا الملف إلا من أجل التحضير للإدارة الأمريكية القادمة وليس عن الواقعية السياسية…. المكاسب من ثلاثة أعوام حصار فرضته السعودية وعدد من دول الخليج لطرد قطر من التحالف الخليجي وسط مطالب لم تتحقق من الصعب رؤيتها”.
أما صحيفة “رأي اليوم” اللندنية فقالت فيها:
“إن حضور كوشنر لهذه القمة، والاحتفال بالمصالحة الخليجية، يثير الريبة، وقد يكشف بشكل غير مباشر ما هي الأجندة الحقيقيّة خلف هذه المصالحة الذي كان عرابها إن لم يكن هو من فرضها وربما فرض شروطها، ولم يترك أمام الأطراف المشاركة أي خيار آخر غير اعتمادها، وإلا فإن عليهم تحمل النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك”.
أكثر ما كان لافتاً في “قمة العلا” هو حضور كوشنر صهر ترامب، وغياب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ليحل محله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المقرب من ترامب، إلى جانب أن مخرجات القمة لم تناقش تفاصيل الخلاف ولم تحقق أي من الشروط التي كانت السعودية تفرضها على قطر لإنهاء العزلة.