اعتبر موقع قناة “الحرة” الأمريكية أن الحرب السورية، لم تكن أولوية لا في خوضها ولا في إنهائها لإدارة دونالد ترامب التي تمضي أيامها الأخيرة في الحكم، قائلةً إن بوادر فريق جوزيف بايدن تعكس انعطافة في الملف السوري ليس باتجاه جعل الحرب أولوية، بل بتغيير واضح في الموقف الأميركي.
واعتبرت الأستاذة المحاضرة في جامعة “جورج واشنطن” الأميركية، جويس كرم، أن بايدن، “يرث ورقة أميركية ضعيفة في الملف السوري من ناحية الوجود العسكري الأميركي، وتراجع حلفاء أميركا على الأرض وصعوبة الضغط سياسياً”.
ورأت أن المؤشرات الأولى لتوجه بايدن في المعترك السوري توحي بانعطافة عن فريق ترامب في الشكل والمضمون، لا سيما مع عودة الدبلوماسي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع بريت ماكغورك، إلى البيت الأبيض.
ونقل الموقع عن مصادر غربية أن ماكغورك كان حاضراً في كل اجتماعات بايدن بشأن سوريا، كما أنه قدم ثلاث إجازات للرئيس المنتخب حول تطورات الحرب، وسيكون له “القرار الأول بعد بايدن في شكل السياسة الأميركية المرتقبة في سوريا”.
وأضافت أن الإعلان المبكر عن خروج المبعوث الأمريكي الحالي إلى سوريا، جويل رايبورن، إحدى المؤشرات التي تؤكد نية الإدارة الجديدة بتفعيل دورها في سوريا، لاسيما أن رايبورن كان يريد البقاء ولكن “مواقفه وأولوياته تتضارب مع ما تريده إدارة بايدن”.
وحسب موقع قناة الـ”الحرة” فقد لا يعين بايدن، مبعوثاً إلى سوريا، حيث من الممكن أن يتولى ماكغورك الملف بالكامل من موقعه كمنسق للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، في حين أن ماكغورك قد يعين “زهرا بيل”، كمديرة للملف السوري في مجلس الأمن القومي، حيث أن الأخيرة كانت قد اتفقت مع رؤيته بتقوية موقع الأكراد و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الشمال والعودة إلى ما قبل مرحلة انسحاب ترامب في 2019. وهذا يعني أيضاً “أن إدارة الملف السوري ستكون من البيت الأبيض وليس الخارجية وهو أمر معهود مع الديمقراطيين”.
وشددت الكاتبة على أن ماكغورك سيكون تركيزه أكبر على تقوية نفوذ واشنطن ومنع عودة “داعش” من محاربة إيران في سوريا، مشيرة إلى أنه فاوض الإيرانيين في العراق قبل أن يتضارب مع نوري المالكي ويسهل خروجه من الحكم في 2014.
واعتبرت أن “مواجهة نفوذ تركيا في سوريا”، سيكون من “التحديات” التي تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث قالت الكاتبة: “التحدي أمام بايدن وإدارته في سوريا سيشمل نفوذ تركيا والذي تضاعف مع ترامب. وفي حين تلوح عودة المفاوضات الأميركية-التركية حول أكثر من ملف بينهم منظومة الأس 400 الروسية، موقع تركيا في حلف الشمال الأطلسي، مقاتلات الأف-35، ولن يكون مستبعداً ضم الورقة السورية لهكذا مفاوضات”.