خاص || أثر برس من طبقاتها الملصوقة ببعضها بالسمن البلدي والسكر، أطلق عليها أهل حوران والسويداء اسم “اللزاقيات”، أما أهل حمص فيسمونها “السيالات” لكون العجينة تُسال على الصاج.
في حمص تحظى أكلة السيالة بشعبية كبيرة لسهولة تحضيرها، أما عن طقوس إعدادها فقد اعتادت العائلات على صنعها كطبق فريد يغني الجلسات كونها إحدى الحلويات القديمة.
ولاتزال العديد من ربات المنازل في حمص ولاسيما كبيرات السن، محافظاتٍ على إعداد هذه الأكلة وخاصة في الشتاء نظراً للطاقة الكبيرة التي تمد بها الجسم بعد تناولها.
مصطلحان لأكلة حلوى شعبية متوارثة عبر الأجيال، كانت تقدم للضيوف في المناسبات، إلى جانب ذلك فهي تعد علامة على انتهاء الحصاد، حيث كان يحرص الفلاحون على دعوة الأهل والجيران إلى تناولها إيذاناً بانتهاء الموسم، بالإضافة إلى ذلك فهي تحتوي على مواد مفيدة تمد الجسم بالطاقة والحيوية.
طريقة تحضيرها والمكونات:
تتميز السيالات ببساطة مكوناتها وتحضيرها، حيث تتكون من طحين القمح والماء، يتم خلطهما وتحريكهما ليتكون لدينا خليط سائل متجانس يصب فوق الصاج الساخن، فيسيل المزيج ويشكل قطعة دائرية بسماكة نصف سنتيمتر متماسكة تترك حتى تمام النضج، وتنزع عن الصاج عن طريق مقشط معدني وتدهن بالسمن، ثم يرش فوقها السكر قبل أن تبرد لضمان ذوبان السكر عليها، وبعد ذلك تترك حتى تمتص العجينة خليط السمن البلدي مع السكر وتصبح جاهزة للأكل، مع الإشارة إلى أنه من الممكن لف السيالة على شكل مبروم أو تقطيعها إلى قطع مربعة.
وكانت تحضر السيالات في المنازل تبعاً لطبيعة المنازل العربية القديمة واتساعها واحتواء أغلبها على الحديقة المنزلية، إضافة لتواجد “حجر السيالة” الصاج فيها الذي أخذ تدريجياً بالاختفاء في أيامنا نتيجة التقدم العمراني، وانتقال الأسرة إلى المنازل الطابقية، وعمل المرأة، كل ذلك أدى إلى استغناء الأسرة عن الصاج واعتمادهم على المحال التجارية.
منى حمادي