منى علي حمادي
طرقت أجراس المدارس في سوريا، ببدء عام دراسي جديد يعطي أمل بالغد المشرق رغم الحرب، طموحات ومستقبل واعد يحلم شباب بتحقيقه، حددت بدايته وزارة التربية يوم الأربعاء السادس من أيلول 2017.
فاجئ هذا الموعد الطلاب حتى أهاليهم، وخصيصاً أنه يأتي فور انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
فكانت المصاريف الضعف ضعفين، منها مصاريف العيد ومصاريف المستلزمات المدرسية، ولكن رب الأسرة السورية صاحب الدخل المحدود محتار! كيف سيكمل الشهر؟ وراتبه لايكفي لكل هذه التكاليف التي أتت دفعة واحدة، غلاء فاحش.. وأبناء تريد بدء عامها الدراسي ببدلةٍ جديدة، آملين أن يكون عامهم هذا كأول صفحة فتحت من دفترهم الجديد.
محلات بيع الألبسة المدرسية مكتظة بالأهالي برفقة أولادهم، فتجد أمٌ تبحث عن الأفضل وأم أخرى تبحث عن الأقل سعراً حتى تستطيع شراء كافة متطلبات أبناءها بما يتناسب مع المال الذي تحمله، لفت انتباهي فتاة صغيرة أعجبتها بدلة تناسبها فأخذت تنادي أمها حتى ترى ماأعجبها، عيون الأم تطرقت للسعر بسرعة وكان فوق طاقتها لتشتريها لابنتها، فتحججت بأنها غير مناسبة، هذه هي حال أغلب الأسر السورية التي لاتملك القدرة لتتغلب على الارتفاع المستمر للسلع والألبسة.
حرب جعلت بعض الأطفال يدفعون الثمن، هذا الثمن هو مستقبلهم، خسروه عندما دمرت منازلهم ودمر كل شيء كانو يتمنونه، ولكن بعد مرور 7 أعوام على هذه الحرب هناك منظمات إنسانية ودولية حاولت في المساهمة بتقديم بعض الدعم النفسي و الإنساني لهذه العوائل التي تضررت.
تحدي وأمل كبيران تشاهدهما في وجوه الطلاب وهم متوجهون للمدارس صباحاً، رغم الزي المدرسي الغير كامل والذي تلاحظه ببسمة عدم الاكتراث لتفاوت ألوان ملابسهم.
يذكر أن ليس جميع طلاب المدارس يذهبون بزي موحد، ولكن هناك دافع أكبر من الشكل الخارجي للطالب وهو التعليم.