خاص || أثر برس يقصد عشاق “المغطوطة” في ساعات الصباح الباكر آخر محل في مدينة حمص يقدمها للزبائن، وهي أكلة الفطور الحمصية القديمة، التراثية التي تمتاز بلذتها ومذاقها الطيب وتحمل براءة اختراع “حمصية” كما يصفها عشاقها، والمؤلفة من خبز التنور المغطس بوجه الحليب ثم يقطع ويرش عليه السكر أو القطر.
ويعد “الجلبجي” أشهر من قدم طبق “المغطوطة” في حمص وصاحب المهنة المتوارثة منذ أكثر من 100 عام، ويقول عبد المتين الحجار (الملقب بالجلبجي) لـ”أثر برس “: “يتم تحضير المغطوطة بصب الحليب البارد غير المغلي في صواني كبيرة الحجم ويترك بحدود 8 ساعات حتى يظهر وجه الحليب ثم يوضع خبز التنور على وجه الصواني حتى يتشربها ثم يوضع خبر التنور في صحن كبير ويرش عليه السكر أو القطر بحسب رغبة الزبون”، مشيراً إلى أنها تعد وجبة فطور صباحي يبدأ ببيعها عند الساعة الرابعة فجراً من كل يوم حتى الساعة التاسعة صباحاً.
المهنة التي توارثها الحجار أباً عن جد، يعود تاريخ عملهم بها لنحو 120 عاماً، لافتاً إلى تقديمهم أنواعاً أخرى من الحلويات يدخل الحليب ومشتقاته في صناعتها مثل المهلبية والرز بحليب والسحلب.
ويشير الجلبجي إلى أنه يعرف زبائن من عشرات السنين، اعتادوا زيارة محله، وأصبح على علاقة دائمة معهم إضافة إلى قدوم زبائن من المدن الأخرى خصيصاً لتناول “المغطوطة” الحمصية.
وبالمجمل، تشتهر مدينة حمص بأصناف مختلفة من الحلويات الحمصية مثل الخبزية الحمرا والبيضا والبشمينا وبلاطة جهنم والتي تميزت بصناعتها منذ مئات السنين وهي مرتبطة بعيد “خميس الحلاوة” أو ما يعرف “بخميس الأموات” الذي يقام يوم الخميس منتصف شهر نيسان من كل عام وهو أحد الخميسات السبع المعروفة في تاريخ المدينة.
أسامة ديوب – حمص