التوتر الروسي-الأمريكي الأخير وصفه بعض المحللين بـ”الفضيحة” غير المسبوقة، وبما أن التوتر بدأ من إساءة وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فإن الأنظار تتجه إلى الطريقة التي سيرد بها بوتين، إلى جانب الحديث عن جملة الملفات في الشرق الأوسط التي ستتأثر بهذا التوتر، خصوصاً أنه حصل في الوقت ذاته الذي كانت تشدد فيه روسيا على وجود تنسيق عالي المستوى بين موسكو وواشنطن في سوريا، وغيرها من ملفات الشرق الأوسط.
صحيفة “رأي اليوم” اللندنية نشرت في صفحاتها حول الرد الروسي المتوقع:
“الأمر المؤكد أن الرد الروسي سيكون عملياً بتوثيق التحالف الجديد طور التأسيس ويضم الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وربما الهند ودول أخرى أيضاً، والحرب الباردة الجديدة لن تكون ثنائية ومقتصرة على واشنطن وموسكو وإنما هذه الدول ومن ينضم إلى حلفها أيضاً”.
قناة “كان” العبرية كشفت بدورها عن توترات تسود في الأروقة السياسية “الإسرائيلية” من هذه الخلافات الروسية-الأمريكية، خوفاً من انعكاسها سلباً على “التحركات الإسرائيلية” إزاء سوريا، حيث جاء فيها:
“الأزمة بين أمريكا وروسيا طرحت في النقاشات الداخلية في إسرائيل، كموضوع مثير للحساسية في الساحة الشمالية، لأنه من المتبع في إسرائيل إطلاع الروس عن النشاطات الإسرائيلية الأمنية في سوريا في إطار “الخط الساخن”، إلى جانب إطلاع الامريكيين بصورة متواصلة على هذه المعلومات، بما يشمل تعاونا استخباراتيّا وتبادل معلومات”.
وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلت عن الخبير في الشؤون الاستراتيجية والسياسية محمد نادر العمري قوله:
“توتر العلاقات الروسية-الأمريكية، سيرخي بظلاله على ساحات الصراع بما في ذلك سوريا، وقد يكون كسيف ذو وجهين: الأول إيجابي من خلال توجه روسي لدعم مشترك لسوريا ومحور المقاومة في شن هجمات على قوات الاحتلال الأمريكية، والثاني سلبي يكمن من خلال توجه أمريكا لاستعادة حلفائها من تركيا والتنظيمات المسلحة للقيام بعمليات استنزافية، حرب مباشرة بين القطبين الدوليين شبه مستحيلة، ولكن حرب بالوكالة ستكون في أشد درجاتها وأبشع صورها”.
من الواضح أن هذا التوتر أمام خيارين: إمّا أن يتم إنهاءه ووضع حد له لينشغل طرفاه بتحقيق مصالحه في المنطقة، أو يستمر ويتصاعد ويحدد كل طرف مساره ضد الآخر ويجمع الحلفاء حوله، الأمر الذي قد يجعلنا أمام حروب مستقبلية على أصعدة متعددة، وبالتالي تكون أكثر الأطراف تضرراً هم الحلفاء المشتركين.