خاص || أثر برس قُتل وأصيب عدد من مسلحي تركيا، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت ليلة أمس الجمعة، بين عائلتين في مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة تركيا ومسلحيها بريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي التفاصيل التي أوردتها مصادر محلية لـ “أثر”، فإن بداية الصراع كانت مع محاولة مسلحي إحدى العائلتين ممن ينتمون إلى فصيل ما يسمى بـ “لواء محمد الفاتح”، التهجم على منزل شخص ينتمي إلى إحدى العائلات الكبيرة في المدينة والتي تدعمها القوات التركية بشكل مباشر، بهدف تحصيل أموال ديون متراكمة.
وفي ظل رفض ذلك الشخص دفع المبالغ المترتبة عليه، بادر مسلحو “محمد الفاتح” إلى التهجم عليه وأفراد عائلته، وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي داخل البناء السكني الذي يقطنه، الأمر الذي دفع بأقاربه للتوافد تباعاً إلى البناء بكامل عتادهم وأسلحتهم للدفاع عنه، لتندلع على إثر ذلك اشتباكات ومواجهات عنيفة مباشرة بين كلا الجانبين.
ووفق ما نقلته المصادر لـ “أثر”، فإن الجانبين المتصارعين، استخدما خلال الاشتباكات مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والرشاشات الثقيلة، كما تخلل الاشتباكات تبادل لإلقاء القنابل وإطلاق الرصاص المتفجر، فيما فشلت كل محاولات مسلحي “الشرطة العسكرية” المدربة تركياً، لوقف الصراع الدائر.
وبيّنت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة نحو 6 آخرين من كلا الجانبين، كما تسبب الرصاص المتفجر والقنابل العشوائية التي تبادلها الطرفان، في إلحاق أضرار مادية كبيرة بمنازل المدنيين.
واستمرت الاشتباكات حتى الساعة الثانية من فجر اليوم السبت، وسط حالة من الذعر والخوف الكبيرين اللذين خيما على الأهالي القاطنين في المدينة، قبل أن تبادر القوات التركية بشكل مباشر عبر إرسال عدد كبير من عناصر شرطتها العسكرية “الجندرما”، وتتمكن من وقف الاقتتال.
وعاشت مدينة الباب خلال ساعات صباح اليوم، حالة من الهدوء المَشُوب بالحذر خشية تجدد الاشتباكات، تزامناً مع وساطات محلية من أعيان المدينة وعدد من الضباط الأتراك، للتوصل إلى حل نهائي للصلح، ومنع تجدد القتال.
ويعاني قاطنوا المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائلها في عموم أنحاء ريف حلب الشمالي، من تردي الأوضاع الأمنية، في ظل عدم قدرة تركيا على ضبط الأمور ومنع حدوث الصراعات الداخلية بين مسلحي الفصائل التابعة لها، والتي غالباً ما تسفر في نتيجتها عن تكبيد المدنيين من سكان تلك المناطق، خسائر كبيرة في الأرواح والماديات.
زاهر طحان ـ حلب