كشف عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق، الدكتور رائد أبو حرب، عن وجود نقص واضح في الجثث المستخدمة للجانب العملي لتدريب الطلبة في الكلية في السنتين الأولى والثانية، الأمر الذي يتسبب في غياب التدريب الكامل والواضح للطلبة على الجوانب التشريحية.
ولم يخف أبو حرب وجود صعوبة كبيرة في تأمين الجثث، كاشفاً عن محاولات ومساعٍ قائمة للحصول على الجثث البلاستيكية الخاصة بالتشريح أو الإلكتروني (الرقمي)، والخاصة بالتدريب العملي للطلاب، إلا أن الأمر تعثر نظراً للغلاء الفاحش في أسعارها.
وبيّن عميد كلية الطب البشري أن هناك أسعاراً خيالية سجلتها الجثث الدمى البلاستيكية والتي وصلت تكلفتها إلى 80 ألف دولار، كما بلغ سعر الجثث الرقمية الإلكترونية إلى 100 ألف دولار، وهو خارج الإمكانيات الحالية في ظل الارتفاعات غير المعقولة.
الدكتور أبو حرب أكد أنه يتم بشكل سنوي تأمين بحدود جثة أو اثنتين ليس أكثر، وذلك عبر قنوات نظامية.
من جانبه، أكد عميد كلية الطب البشري في جامعة تشرين، أكثم قنجراوي، عدم وجود أي جثة حقيقية في الجامعة، مشيراً إلى الاعتماد على المجسم الإلكتروني الذي يبقى لـ 40 سنة، منوهاً بأن الجثث كانت تؤمن للكلية بعد الحصول على الموافقات اللازمة لكن فترة الجثة الطبيعية تصل لسنتين فقط لاستخدامها في التشريح لطلبة السنتين الأولى والثانية البالغ عددهم 2800 طالب وطالبة.
هذا وتأتي تصريحات أبو حرب وقنجراوي في الوقت الذي أعلن فيه رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا، زاهر حجو، عن استعداد الهيئة لتأمين جثث للجامعات بشـرط موافقة القضـاء، على أن يشمل الأمر الجثث مجهولة الهوية، معتبراً أن طالب الطب لا يسـتطيع التعلم إلا إذا رأى بعينه وعمل بيده.