أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لم تتزامن مع يوم القسم الرئاسي صدفة، مشيرة إلى أن الأخير تعمّد أن يكون أوّل المهنئيين للرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت شعبان، بأن الوزير الصيني نقل تحيات الرئيس الصيني شي جينبيغ للرئيس الأسد، وقال: “يسعدني أن نكون نحن في الصين أول المهنئين بتوليكم رسمياً مهامكم الرسمية في الجمهورية العربية السورية”، مبينة أن الوفد الصيني يضم نائب وزير التجارة الصيني، وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن”.
وأشارت، إلى أنه تم توقيع اتفاقات في وزارة الخارجية والمغتربين بين الجانبين السوري والصيني، وعلى رأسها أن سوريا ستكون جزءاً من مشروع الحزام والطريق وهذا الأمر في غاية الأهمية لمستقبل سوريا.
كما خصصت في حديثها مساحة للتعليق على خطاب القسم الرئيس الأسد، وقالت: “رأيت أن ما تحدث به السيد الرئيس هو ضرورة التحصين النفسي والتربوي الداخلي للسوريين لكي يكونوا أمتن في وجه هذه الحروب النفسية، وفي وجه المفاهيم التي تبث في الخارج، والحقيقة أن هذا موضوع حيوي ليس فقط في سوريا ولكن في كل العالم، فالفرق بين الصورة والواقع هو فرق جوهري ويحتاج لوعي شديد لنميز بين من يصطاد في الماء العكر ويزوّر الواقع ويذر الرماد في العيون، وبين واقع الأمر وحقيقته، وبهذا المعنى التركيز على المفاهيم”.
وأضافت أن الرئيس الأسد قدّم رؤية وليس وعوداً، وهو يحب أن يعمل ومن ثم يتحدث، معتبرة أن خطاب القسم يشكل رؤية لما يجب القيام به من قبلنا جميعاً وخطة عمل تحتاج إلى خطة تنفيذية، وواجب الحكومة القادمة دراسة هذا الخطاب ووضع خطوات تنفيذية لهذا الخطاب ومنهجية عمل في المجالات المختلفة.
وأشارت إلى أن سبب المشكلة في الحرب على سوريا هو مواقفها وموقعها الجغرافي، وما يجري في المنطقة وضرورة كسر عمود فقري في هذه المنطقة وهي سوريا، لكن الرئيس الأسد ركّز في خطابه على عوامل داخلية مساعدة في هذا الأمر، وهذا ما استهدفه في كلمته من أن هذه العوامل لو انتفت ربما لما تمكّن الآخرون من أن ينفذّوا مخططاتهم مهما بلغ التمويل ومهما بلغت قدرة الدول، وهو تحدث في جانب آخر عن الحرب النفسية.
وحول تركيز الرئيس الأسد على موضوع النأي بالنفس، بيّنت شعبان أن الرئيس لم يقصد فقط الآخرين الذين تحدثوا بالنأي بالنفس عن سوريا وقت الشدة، ولكن أيضاً تحدّث عن السوريين الذين طالبوا بالنأي بالنفس عن قضايانا، وهذا منطق خاطئ لأن من طبّع مع “إسرائيل” أصابته الويلات، والرئيس يقصد أنه ما لم يكن هناك تكاتف عربي إقليمي لن يكون هناك حلول، وهذا واقع وليس حلماً أو تضخيماً، مؤكدة أن الموقف من فلسطين ثابت ولا مساومة عليه مهما كانت الظروف، وكذلك الموقف من الجولان العربي السوري المحتل، مؤكدة أنه في حال لم تسمح موازين القوى بحرب فورية لتحرير الأراضي فهذا لا يعني أنه لا يوجد صيغ أخرى يستطيع الشعب السوري بدعم ومساندة من الدولة السورية القيام بها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكدت المستشارة السياسية أن الدولة بذلت جهوداً كبيرة لتثبيت سعر الصرف، وكذلك زيادة المنشآت الصناعية، وأكد أنه حين تكون هناك إرادة سيتم المستحيل وزيادة الإنتاج هي الضمان الوحيد الأساسي للشعب السوري سواء الزراعي أم الصناعي والاعتماد على الذات ونكتفي ذاتياً.
وقالت: “من المهم أن يحصل تغيير في الذهنية وهذا ينتج تغييراً حقيقياً على الأرض، فإذا اقتنعنا أننا قادرون على الإنتاج وألا نسكت عما نراه يضر بالوطن، يمكن جداً للرؤية التي وضعها الرئيس الأسد أن تكون منتجة خلال وقت ليس طويل وإنما قريب”، مشيرة إلى أن المتغيرات الدولية موجودة على الدوام لكن نحن لا نعوّل على أن هذه المتغيرات من الممكن أن تنقذنا أو أن تكبلنا، وهناك العديد من التجارب لدى حلفائنا ومنهم الصين وإيران وكوبا والتي استطاعت تحويل العقوبات الأمريكية إلى فرصة في تطوير ذاتها.