غيّر الواقع الاقتصادي في سوريا العديد من عادات المناسبات والأعياد، وبالطبع فإن عيد الأضحى هو واحد من هذه المناسبات، فجيل الحرب السورية لا يعلم ماذا يعني عيد الأضحى كونه لم يعش الكثير من طقوسه، وبات يتعرّف على هذه الطقوس من خلال المسلسلات السورية القديمة أو أحاديث الأهالي الذين يتحدثون عن ذكرياتهم عن هذا العيد وغيره وكأنهم يفضل بينهم وبين أولادهم عقود كثيرة من الزمن، وبحلول عيد الضحى سلّطت العديد من وسائل الإعلام الحديث عن هذه الطقوس.
والبداية مع وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نشرت مقالاً يتعلق بهذه التفاصيل، جاء فيه:
” الواقع السوري الذي قال عنه البعض منهكاً جعل عيد الأضحى هذا العام وكل ملحقاته ومتعلقاته يتحول إما إلى تفصيل من العبث الخوض فيه أو إلى ترف لا طاقة لهم على مجاراته… واندثرت طقوس العيد “المقدسة” إلى أمد بعيد على أقل تقدير في زمن لم يعد يشهد معجزات من وجهة نظر الكثير من المواطنين السوريين”.
وخصصت صحيفة “القدس العربي” في مقالها الحديث عن واقع العيد في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية والتي تحتلها تركيا بالتحديد شمالي البلاد، فنشرت:
“في مدينة إعزاز شمالي سوريا يعرض التجار الأغنام الضأن المفضلة لدى السوريين، وسط إقبال محدود على الشراء، وفق ما أكد أكثر من تاجر مواشٍ، ويخشى مربو المواشي من كساد الأغنام، مما سيضطرهم إلى شراء كميات كبيرة من الأعلاف الباهظة الثمن، التي يصل سعرها لـ350 دولار أمريكي للطن الواحد، حيث يباع كيلوغرام الخروف القائم بـ1000 ليرة سورية في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.. وتستمر العائلات النازحة في المكوث في المخيمات العشوائية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة ويعاني فيها النازحون من فقر شديد ونقص في المواد الغذائية الأساسية”.
أما قناة “بي بي سي” البريطانية فأشارت إلى قاسم مشارك يجمع بين العديد من دول الشرق الأوسط فنشرت:
“يمثل ارتفاع اسعار الأضحية، قاسماً مشتركاً بين العديد من الدول العربية، إذ أن ثمن الأضحية من الخراف، في بعض الدول العربية، يصل إلى ضعف الراتب الشهري لشخص واحد، لكن ما يضاعف من الأزمة، هو أن ارتفاع الأسعار، تقابله حالة من التردي، في الظروف المالية للعديد من الأسر”.
غياب بعض الطقوس في المناسبات والأعياد هي إحدى التفاصيل العديدة التي اختلفت في حياة السوريين وغيرهم من شعوب بلدان الشرق الأوسط، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في هذه البلدان، وهذا الأمر يبدو جلياً تماماً في حياتهم ويمكن ملاحظته من خلال قراءة القليل من منشورات هذه الشعوب على مواقع التواصل الاجتماعي، ليبقى هذا الواقع الاجتماعي رهن لتفاهمات وصراعات دولية فعلن ما فعلته بشعوب المنطقة.