التقى محافظ الحسكة غسان خليل، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عمر عبدي، وإدوارد شاكر شيبان المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومدير “اليونيسف” في سوريا بو فيكتور نيلوند، وعدد آخر من المسؤولين في المنظمة، وأطلعهم على جملة المعاناة المنتشرة في المناطق التي تسيطر عليها أمريكا و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد”.
وأشار خليل خلال لقاءه بالوفد إلى عدة ملفات أبرزها التعليمية والطبية والخدمية، مشدداً على ضرورة الضغط على أمريكا و”قسد”، لإعادة الأبنية المدرسية الحكومية التي استولوا عليها، إلى وزارة التربية السورية ومديريتها في المحافظة، والسماح لآلاف الطلاب والتلاميذ بدراسة المنهاج الحكومي المعترف به دولياً وذلك مع قرب بداية العام الدراسي”.
حيث أكدت مديرة التربية الحكومية في الحسكة إلهام صورخان، خلال الاجتماع أن “قسد” وأمريكا حولا 90% من الأبنية المدرسية بعد الاستيلاء عليها والبالغ عددها (2200 مبنى مدرسي) إلى مراكز لدفع وجمع الضرائب من المدنيين أو سجون وقواعد ومراكز عسكرية”، ما تسبب ببقاء 140 بناء مدرسي تحت سيطرة الدولة السورية يداوم فيها أكثر من 160 ألف طالب وتلميذ في مختلف المراحل التعليمية في حالة ازدحام شديد.
وطالبت مديرية التربية الحكومية بضرورة الاستمرار بالدعم من قبل “اليونيسف ” من خلال تأمين الغرف مسبقة الصنع التي كان لها دور كبير بتخفيف الضغط نوعاً ما على المدارس القليلة وبضرورة توزيع الحقائق المدرسية مع مستلزماتها على جميع الطلاب والتلاميذ لتشجيعهم على الالتحاق بالمدارس وتخفيف الضغط المادي على ذويهم نتيجة الظروف المعيشية لهم.
وفي المجال الطبي، فأشار اللواء خليل إلى أن محافظة الحسكة تعاني من عدم وجود أي مشفى حكومي فيها نتيجة سيطرة “قسد” على المشفيين الوطني والأطفال الحكوميين في مدينة الحسكة، وعلى عدد كبير من المراكز والمستوصفات الطبية، مطالباً بضرورة العمل من كل المنظمات الدولية والإنسانية لتحييد محطة مياه علوك عن الصراعات العسكرية والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني سوري.
بدوره رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو طالب بالإسراع في تنفيذ المشاريع المتفق عليها مع ممثلي المنظمة في المحافظة ومنها تأمين 50 خزان سعة 5000 ليتر، وإنجاز مشروع للصرف الصحي بطول 5 كم، وتركيب 21 محطة تحلية للمياه ضمن مدينة الحسكة.
وبناءً على ما تقدم طالب محافظ الحسكة “اليونيسف” المعنية بالطفولة، بضرورة لعب دور مهم لتأمين الحماية للأطفال من خلال وقف حملات “التجنيد القسري” من قبل “قسد” وإطلاق سراح ومعرفة مصير مئات الأطفال المعتقلين ضمن سجونهما، مؤكداً أن أمام هذا الواقع تبقى “اليونيسف” أمام خيارين فقط، إما حل جدّي دائم ينقذ أبناء المحافظة من مخاطر (العطش، والجهل، المرض) وذلك من خلال السعي مع الدولية الأخرى بكافة الوسائل المتاحة للضغط عبر قنواتهم الخاصة على المحتلين التركي والأمريكي لتحييد العملية التربوية وقطاع الصحة والمياه عن النزاعات المسلحة والسياسية لإعادة إرواء أبناء المحافظة بمياه الشرب وإعادة المدارس والمشافي إلى وضعها الطبيعي تحت إدارة الدولة السورية بأقرب وقت ممكن”.
وأما الخيار الآخر، فهو الاستمرار بتقديم الدعم إلى الجانب الحكومي للاستمرار في الحلول الإسعافية والمؤقتة.
من جهته، وعد نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، السيد عمر عبدي، بالعمل بشكل جدي لحل جميع المشاكل المطروحة وعلى رأسها تحييد المدارس والعملية التعليمة عن الصراعات العسكرية مؤكداً أنهم في المنظمة الدولية للطفولة، يدعمون فقط المنهاج الحكومي التعليمي باعتباره المنهاج المعترف به فقط، مشيراً إلى أنهم سيسعون ويناقشون جميع الأطراف المعنية لضرورة تحييد محطة علوك التي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب النظيفة لمليون مدني الجزء الأكبر منهم من الأطفال الصغار، واعداً بتقديم كل الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي لجميع القطاعات الخدمية وعلى رأسها قطاع التعليم والتربية وحماية الأطفال من الاعتقال التعسفي وبضرورة إطلاق سراح المعتقلين بشكل فوري، خصوصاً المتواجدين في سجون “قسد”.