خاص || أثر برس لم يكن يعتقد وائل ابن الثلاثين عاماً المقبل على الزواج بعد فترة خطوبة دامت أكثر من سنتين أنه سيتحمل أعباءً إضافية غير التي حملها في فترة الخطبة، فبعدما انتهى وائل من كل تجهيزات العرس من غرفة النوم وبدلات العرس واستئجار الصالة تفاجاً بأن أجرة المنزل الذي سيستأجره بالقرب من بيت أهله في دمشق تحديداً بمنطقة المزة جبل بداية ساحة الهدى قد بلغ أكثر من 250 ألف ليرة سورية أي مايعادل 75$ والبيت مفروش بأثاث بسيط وهو عبارة عن غرفة واحدة وصالون ومنافع.
أجار المنزل هذا جعل وائل يعدل عن فكرة الزواج حالياً، لأن راتبه في شركة خاصة لا يتجاوز الـ 150 ألف ليرة سورية، أي أنه لايكفي حتى لأجار المنزل فقط دون الطعام والشرب ومصروف الشهر كاملاً.
وأكد وائل أن فكرة الزاوج والسكن في بيت أجار الآن هو فكرة صعبة لا تصلح إلا لمن يحصل على مرتب شهري أقله مليون ليرة سورية وهذا أمر مستبعد بالنسبة لشاب عادي يحمل إجازة في الاقتصاد في سوريا.
لأخذ فكرة عن الأجارات في العاصمة وريفها، تواصل “أثر برس” مع أبوباسل (صاحب مكتب عقارات في منطقة قدسيا) ليؤكد أن أسعار العقارات حالياً غير مفهومة الملامح كما أنها عشوائية بشكل غريب، ماقللّ نسبة إقبال الناس على الإيجارات أو الشراء مقارنةً بالعام الماضي.
وحسب أبوباسل، وصلت إيجارات البيوت في منطقة المزة إلى حد الـ700 ألف ليرة، وترواحت الإيجارات في مناطق السكن العشوائي كمزة جبل وخزان والـ86 مابين 125 إلى 200 ألف ليرة للبيت المؤلف من غرفتين ومنافع، مايفوق راتب الموظف السوري بمئة ألف ليرة شهرياً أي مايعادل.
ووصل غليان الإيجارات في منطقة كشكشول إلى 150 ألف ليرة للبيت الفارغ، أما في منطقة الدويلعة وصلت الأسعار إلى 200 ألف للبيت المفروش، بينما تباينت الأسعار بشكل غير مفهوم في منطقة جرمانا الشعبية بين 100 إلى 200 ألف ل. س.
والفوارق كبيرة بين معظم أحياء العاصمة دمشق، فهناك فارق سعري كبير بين مناطق كالمالكي ومشروع دمر، حيث وصل إيجار البيت في المالكي مابين مليون ونصف ل.س إلى مليونين، أما في مشروع دمر الحد الوسطي للإيجارات المنازل يترواح مابين 400 إلى 600 ألف ليرة سورية، وبالطبع الفارق واضح بين المشروع ودمر البلد، حيث وصل إيجار المنزل فيها إلى حد 225 ألف ليرة سورية حسب البيت وعدد غرفه وأثاثه.
ويعتقد أبوباسل أن دمشق تعيش ضغطاً كبيراً، فحالة النزوح والحروب التي عاشتها أغلب مناطق سوريا والتي نتج عنها سوء الخدمة في بعض المحافظات كدرعا وإدلب وحلب ودير الزور جعل أغلب سكان هذه المناطق يتجهون إلى دمشق كونها الأكثر أماناً ونشاطاً من ناحية الحركةً الاقتصادية والتجارية، كل ذلك زاد الطلب على الإيجارات ما أدى لارتفاع الايجارات وأسعار السلع عامةً في العاصمة.
وانخفاض قيمة الليرة مقابل سعر الصرف أثر على كل شيء بسوريا، حاتت باتت أسعار العقارات والسلع كلها خارج السيطرة الحكومية، وبات الفرق واسع جداً بين ماتقره الجهات المعنية ومابين أسعار السوق الفعلي.
بشار دولة – دمشق