بعد انطلاق الطائرة التي تُقل آخر جندي أمريكي من أفغانستان، تتصدر السياسة الأمريكية لا سيما الخارجية أحاديث المحللين لا سيما الأمريكيين منهم، مسلطين الضوء في حديثهم على الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لا سيما سوريا.
حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية:
“إن حليف الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، يراقب بقلق انسحاب قواتها من أفغانستان، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تحتفظ بذكرى مؤلمة عن الانسحاب الأمريكي الجزئي من مناطق شمال شرق سوريا قبل ثلاث سنوات، فمساعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الأشهر الماضية تصب في إطار طمأنة قائد “قسد” مظلوم عبدي ومسؤولين أكراد آخرين، من خلال مخاطبتهم عبر مسؤولين أمريكيين عدة أرسلتهم واشنطن تباعاً”.
وفي ذات السياق نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية مقالاً للسفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد قال فيه:
“على النقيض من أفغانستان، لا يواجه بايدن أي حاجة إلى تصعيد كبير في العراق وسوريا، ويتعين علينا تذكر أنه من دون الوجود العسكري الأمريكي في العراق لا يمكن أن يكون هناك وجود عسكري أميركي في شرق سوريا، إذ إن جميع الإمدادات تأتي من كردستان العراق، والهدف العسكري الأمريكي في شرق سوريا أقل وضوحاً منه في العراق، لأن هناك هدفاً أمنياً مباشراً بهزيمة “داعش” وهدفاً جيو – استراتيجياً أكثر غموضاً يتمثل في منع إيران وروسيا من السيطرة على شرق سوريا”.
وبصورة أكثر شمولية نشرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية:
“أول خطاب له بعد مغادرة أفغانستان، أعلن جو بايدن عن الحاجة إلى تغييرات جادة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويبدو أن الرئيس الحالي يواجه إعادة تفكير صعبة ومؤلمة في التوازن بين رغبات الولايات المتحدة وقدراتها، لقد تضررت هيبة أمريكا بشكل خطير نتيجة الفشل الأفغاني، وسيتعين استعادتها ليس في اتجاه السياسة الخارجية، إنما في السياسة الداخلية من خلال حل المشكلات الاجتماعية الملحة، وقبل كل شيء مشكلة عدم المساواة الاجتماعية”.
لا جديد في اللهجة الأمريكية إزاء مصير وجودهم في سوريا، ولا جديد في الحديث عن اختلاف المشهد بين أفغانستان وسوريا، إلا أن الدرس الأفغاني تُستكمل صورته بالنسبة لكافة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان، وبالنسبة لـ”قسد” خاصة، فثمة دروس أمريكية متعلقة بها بشكل مباشر وكان آخرها عام 2019 عندما سمحت بحدوث عمل عسكري تركي شمالي سوريا تحت عنوان “نبع السلام” واحتلت تركيا على إثره عدة مناطق في ريف الحسكة الشمالي، ليتكرر الحديث اليوم عن احتمال شن عمل عسكري تركي آخر في باقي مناطق ريف الحسكة الشمالي.