نفى اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإسرائيلي “يائير لابيد” في موسكو، كافة التقارير التي أشارت إلى احتمال وجود خلافات روسية-إسرائيلية في الملف السوري، فما جرى خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الطرفين قدم حقيقة مغايرة تماماً لهذه التقارير، فلافروف أكد خلال اللقاء على رفض بلاده لأي اعتداء يستهدف “إسرائيل” من الأراضي السورية وأن أمن “إسرائيل” أولوية بالنسبة إلى موسكو، معلناً عن تفاهمات ومحادثات مستقبلية ستجري بينهم وبين “إسرائيل”.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “كومير سانت” الروسية:
“أظهرت المحادثات الأولى بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد أن افتراضات أن تغير موسكو نهجها تجاه إسرائيل بعد وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة في هذا البلد مبالغ فيها بوضوح، فلم تصدر كلمة واحدة تدين الضربات الإسرائيلية على سوريا، بل على العكس من ذلك، شدد الوزير الروسي على أن موسكو لا تريد أن تُستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل أو أي أحد آخر، كائنا من يكون، فحتى الآن يبين الدبلوماسيون الروس عدم وجود تغييرات في العلاقات مع إسرائيل”.
وفي “الشرق الأوسط” اللندنية جاء:
“اللافت أن تصعيد لهجة التهديدات الإسرائيلية جاء بعد مرور يوم واحد على إعلان لافروف ولابيد التوصل إلى اتفاق لتعزيز التنسيق في مختلف الجوانب. لكن موسكو برغم هذا الإعلان لم توجه أي إشارات إلى تراجعها عن موقف سابق يعارض الغارات الإسرائيلية ويدعو إسرائيل إلى التعامل مع قواعد جديدة للتحرك في سوريا تقوم على إبلاغ موسكو بالمخاطر والتهديدات التي ترصدها إسرائيل على أن يتعامل الجيش الروسي في سوريا مع مصادر الخطر من دون الحاجة إلى تدخل عسكري من جانب تل أبيب”.
كما لفت موقع “ذي أتلانتيك” إلى ما ركزت عليه المحادثات بين الجانبين حيث ورد فيه:
“بدا أن لابيد ولافروف يركزان على أجندة بلاده “إسرائيل” ولم يذكر لابيد الفلسطينيين في تصريحاته الأولية لكنه سلط الضوء على الملف الإيراني، ولم يذكر لافروف إيران، لكنه قال إن روسيا ستواصل دعم تنظيم حوار سلمي مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بما في ذلك من خلال اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، ورداً على سؤال من الصحافة حول الرباعية رد لابيد أن إسرائيل لا تعارض عقد اجتماع قادم للجسد، لكن في الوقت الحالي لا يوجد شيء من هذا القبيل على الطاولة”.
يشير محللون إلى أن ما حدث قبل يومين في موسكو بين لافروف و”لابيد” يؤكد صحة التحليلات التي أكدت أن سبب التعليقات الروسية على الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا ما هي إلا محاولة روسية لاستعراض قوة سلاحها الموجود في سوريا، إلى أنه قد يكون رسالة روسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد “نفتالي بينيت” الذي لا تربطه علاقات جيدة بما يكفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.