فاق تأثير انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان كل التوقعات، لكن كان له أثر خاص في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في دول الخليج.
المقال نشرته صحيفة “الغارديان” للكاتب “باتريك وينتور” وترجمه موقع “أثر برس“
تضطر دول الخليج إلى إعادة النظر في تحالفاتها وبخاصة الولايات المتحدة وإن كانت ستظل تثق بها.
تشكل عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان هزة أرضية مدمرة ستؤثر على مسار الشرق الأوسط لسنوات قادمة، حيث أن وعود الحركة بالاعتدال ما زالت كلاماً على الورق.
إن خروج الولايات المتحدة السريع يثير أسئلة لدول الخليج حول معنى الوعود الأمريكية لتوفير الأمن على مدى العشرين عاماً المقبلة.
أفغانستان هي هزة أرضية مدمرة وستظل توابعها لمدة طويلة جداً جداً، وتمثل الحادثة تمثل تحولاً عن “عقيدة كارتر” التي عفا عليها الزمن، وتقضي بقيام الولايات المتحدة التي تعتمد على النفط باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في منطقة الخليج.
هل يمكننا الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية في العشرين عاماً القادمة؟ هذا سؤال إشكالي في الوقت الحالي، 20 عاماً من الحرب لم تترك أي أثر في أفغانستان.
الكثير من دول الخليج بدأت بإعادة ضبط علاقتها الخارجية وتأخذ بعين الاعتبار تراجع اعتماد الولايات المتحدة على نفط دول الخليج والميل الأمريكي للعزلة، العملية ستتزايد الآن مما سيقود إلى إعادة اصطفاف في التحالفات ورغبة بعض المتنافسين التاريخيين بإقامة علاقات تاريخية، والهدف الرئيسي هو تخفيض التوتر في المنطقة.
يتوقع مزيداً من الحوارات في المستقبل بين السعودية وإيران وكذا الإمارات العربية المتحدة وإيران، وتوقيع اتفاقية الدفاع بين السعودية وروسيا، وكإشارة عن مرحلة ما بعد عصر الكربون، حيث ستحاول دول الخليج تنويع مصادرها الأمنية بعيداً عن الولايات المتحدة.
وتبحث البحرين عن تحالفات جديدة في المنطقة، بما فيها اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”، وفي حالة الإمارات استئناف العلاقات مع سوريا، والهدف من كل هذا هو منع تحول المنطقة إلى “طنجرة ضغط”.