أثر برس

بين المصالح والنوايا.. كيف سيكون مصير الوجود الأجنبي الشرعي وغير الشرعي في سوريا؟

by Athr Press Z

منذ بداية الحرب على سوريا يدور الحديث عن الوجود الأجنبي في سوريا الشرعي وغير الشرعي، حيث يوجد معسكرين اثنين رئيسيين الأول مكوّن من الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” والمجموعات المسلحة وتركيا والثاني مكوّن من الدولة السورية وحليفتيها إيران وروسيا، وإن كانت الأخيرة يجمعها مع المعسكر الأول علاقات ومصالح واتفاقيات مشتركة، واليوم بعد وصول هذه الحرب عسكرياً وسياسياً إلى منعطف، يعود الحديث عن مصير وجود هذه القوى وسياستهم في سوريا إلى صدارة المواد التحليلية في الصحف العربية والأجنبية.

حيث اهتمت “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية بالوجود الأمريكي في سوريا، قائلة:

“نمط الوجود الأمريكي في أفغانستان والعراق، يتكرر في سوريا، حيث يُعتقد أنه ينتشر ما يقدر بنحو 900 جندي أمريكي، كما هو الحال في أفغانستان والعراق، وعلى الرغم من إنفاق مليارات الدولارات، فشلت واشنطن بعناد في رؤية عقم جهود بناء الدولة في سوريا، وببساطة، فإن الحقائق العرقية والقبلية والدينية على الأرض، فضلاً عن وجود القوى الإقليمية، روسيا وتركيا وإيران، تحول دون جهود واشنطن لإنشاء دولة كردية صديقة لأمريكا في المنطقة، بدلاً من الاستمرار في محاولة عقيمة، سيكون من الأفضل للولايات المتحدة أن تقطع خسائرها”.

فيما تحدثت “العرب” اللندنية عن إيران الموجودة في المعسكر المقابل، فنشرت:

“الوجود الإيراني في سوريا أكثر تعقيداً مما يعتقد. أكثر من ذلك، إنّ القدرة الروسيّة على التأثير في القرار الإيراني في سوريا محدودة إلى حد كبير، ما يتبيّن، مع مرور الوقت، أنّ التعاون الروسي – الإيراني أكثر عمقاً مما يعتقد وأن بين موسكو وطهران نقاط التقاء كثيرة يصعب إحصاء عددها… على الرغم من وجود تباينات تخرج إلى العلن بين حين وآخر، ولا شكّ أن روسيا تراعي إسرائيل في كلّ ما تقوم به، لا يستطيع بوتين تجاهل اللوبي الإسرائيلي في بلده لكنّ ثمّة اعتبارات كثيرة تجعل صعباً الاستخفاف بعمق العلاقات الإيرانية – الروسية ومدى التنسيق بين الجانبين منذ قيام الثورة الإسلاميّة في العام 1979، فروسيا لا تستطيع تجاهل حجم الاستثمار الإيراني في سوريا”.

وبما أن موسكو تعتبر إلى حد ما مقرّبة من المعسكرين في سوريا، فيدور حول إجراءاتها جملة من إشارات الاستفهام، حيث تقدّم نفسها على أنها حليفة للدولة السورية لكنها في الوقت ذاته، لم تبذل أي جهد للحد من الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا، بل على العكس تؤكد على رغبتها بحماية “أمن إسرائيل” وعدم التعرض له من الأراضي السورية، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “رأي اليوم”:

“يصعُب علينا أن نفهم هذا الإلحاح الروسي والأمريكي على حشر إسرائيل في أيّ مُحادثات تتعلّق بمُستقبل سوريا أو الملف النووي الإيراني.. فإسرائيل نفّذت أكثر من 350 غارةً جويّةً أو صاروخيّة لضربِ أهداف عسكريّةٍ ومدنيّة في العُمُق السوري على مدى خمس سنوات على الأقل.. ونتَمنّى على الرئيس بوتين أن يُبَلّغ ضيفه الإسرائيلي في اجتماع سوتشي المُقبل بأنّ هذه الاعتِداءات الإسرائيليّة على سوريا، يجب أن تتوَقّف فَوراً”.

يبدو أن اجتياز مرحلة كبيرة من الحرب العسكرية في سوريا، لم تتسبب بفرض واقع سياسي جديد في البلاد فحسب، وإنما أظهرت نوايا ونتائج تدخلات جميع الأطراف الأجنبية في سوريا ومصلحتها من هذا التدخل، سواء كانت حليفة أم معادية للدولة السورية.

أثر برس

اقرأ أيضاً