خاص || أثر برس مع التطور الحاصل، ودخول الفلاتر والثلاجات بأنواعها، بات تواجد “المزملة” الديرية قليل وأصبح يقتصر على عدد قليل من الأسر ضمن مدينة دير الزور، أمّا في ريف المحافظة فحضورها مقبول، ولكن ليس بالعدد الكثير، فبعض العوائل تحافظ عليها لمجرد الذكرى ليس إلا.
“المزملة” بحسب ما هو معروف، هي آنية يُوضع فيها الماء بغاية التبريد، ومعروفة بلونها المائل للاصفرار أو الاحمرار حسب لون التربة المصنوعة منها، وهذا الاسم معروف لدى أبناء دير الزور ريفاً ومدينة، أما في ريف دير الزور فتسمّى “الحِبْ”.
وعن طريقة صناعتها يقول “خليفة” والذي قارب الخامس والسبعين من عمره خلال حديثه لـ “أثر برس”: تُصنع “المزملة” من الصلصال، الذي يتحوّل عن طريق تعريضه للحرارة العالية إلى فخّار، وصناعة “المزملة” لا تختلف كثيراً عن صناعة بقية الأواني الفخّارية، وبالطريقة ذاتها، والأداة الرئيسة تعتمد على ما يتركه النهر من طين بعد فيضانه، أو كما يُعرف في دير الزور “الوحل”، حيث يتم تجفيفه، وإضافة مواد أخرى إليه، وسعة “المزملة” تختلف حسب حجمها.
ويتابع “خليفة” حديثه: يتسابق أفراد العائلة للحصول على الماء الذي يرشح من “المزملة” ويعتبر هذا الماء من أنقى وأصفى أنواع المياه على الإطلاق.
“والمزملة” بحسب “خليفة” كانت حاضرة في كل منزل، وهناك معامل لصناعتها وخاصة في ريف ديـر الـزور الشرقي، وحتى أن بعض الزوار من غير محافظات كانوا يصرّون على اقتناء “مزملة” لأخذها معهم كتذكار.
ويعود سبب تسمية “المزملة” لكون العائلة تقوم بلفّها بخيش، وفي العامية “يزملونها” لغاية تبريد الماء في الصيف، ومنعها من التشقّق شتاءً، وتوضع على قاعدة من حديد أو من خشب، ويعلق بها كأس ماء، والأهم من كل هذا يكمن في وضع إناء تحتها يسمى “كعب المزملة” لتجميع الماء الذي يرشح منها.
ونذكر هنا بأن أهالي ديـر الـزور كانوا يعتنون كثيراً بلباس المزملة من خلال لباس خاص بها وبعضهم يقوم بتطريزه للفت نظر الضيوف.
مالك الجاسم – دير الزور