بالتزامن مع تصاعد النشاط العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، يهدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين من احتمال فرض عقوبات أمريكية على روسيا في حال أقدمت الأخيرة على شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا.
وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض عقب اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الأمريكي والروسي أن “الرئيسين كلفا فريقيهما متابعة المحادثات وستقوم الولايات المتحدة بذلك بالتنسيق الوثيق مع حلفائها وشركائها”.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نائبة وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، أن الولايات المتحدة تناقش مع الحلفاء خيار العزل الكامل لروسيا عن النظام المالي العالمي في حال قامت السلطات الروسية بغزو أوكرانيا.
وتأتي التوترات بين روسيا وأوكرانيا على التقرب بين الأخيرة من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو من جهة أخرى، وبحسب قناة “dw” الألمانية فإن الولايات المتحدة تشدد على تعاونها الوثيق مع الأوروبيين والأوكرانيين، بعدما اتهمت بالتفرد خلال انسحابها من أفغانستان، وبالتعامل مع بعض الملفات الدولية بدون مراعاة حلفائها.
فيما أشارت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية في مقال لها إلى أن “قادة روسيا بأنهم ضاقوا ذرعا بالدبلوماسية، وأنهم يرون اندماج أوكرانيا المتزايد مع الولايات المتحدة وحلف الناتو أمرا لا يُمكنهم السكوت عنه، ومن ثمَّ فإن المسرح مُهيَّأ لموسكو كي تُعيد ضبط الموازين بواسطة القوة، ما لم تتوصَّل مع واشنطن وكييف إلى حل سلمي للأزمة”.
وفي الوقت ذاته، تعتبر الصحيفة الأمريكية أنه لا يُوحي تموضع روسيا العسكري الآن بأن الغزو وشيك، ولربما لم تتخذ موسكو بَعْد القرار السياسي بشنِّ عملية عسكرية، بيد أن النشاط العسكري الروسي في الأشهر الماضية يتجاوز كثيراً دورته التدريبية المعتادة، حيث تحرَّكت الوحدات العسكرية لآلاف الكيلومترات إلى المقاطعة العسكرية الغربية المتاخمة لأوكرانيا، كما أرسلت بقية أفرع الجيش من القوقاز وحداتها إلى شبه جزيرة القرم. وليست تلك بتدريبات اعتيادية، بل جُهد واضح لإعادة توزيع الوحدات والمُعدِّات من أجل عمل عسكري محتمل.
يشار إلى أنه سبق أن نفت روسيا نيتها لشن عمل عسكري ضد أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، حيث قالت: ” إن روسيا لا تهدد أحدا ولا تنوي مهاجمة أحد، والتصريحات حول العدوان الروسي يُستخدم كذريعة لنشر المزيد من معدات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية”.