كشف المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، عن سببين يدفعان للتفاؤل فيما يتعلّق بالأزمة السورية في العام 2022، مشيراً إلى أن الأول، هو أن الأطراف المتصارعة هناك تعيش “حالة من الجمود” لقرابة 21 شهراً، دون تغيير في خطوط التماس بينها، والثاني، هو أن جميع الأطراف لا تريد تحمل عبء خسارة التعايش مع الوضع الراهن.
فيما أشار بيدرسون في إحاطة لمجلس الأمن في نيويورك، أمس الأثنين إلى أنه رغم ثبات “خطوط التماس”، شهد المجتمع الدولي استمراراً للعنف ضد المدنيين وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ضد النساء والفتيات، وارتفعت كذلك معدلات الجوع والفقر مع استمرار الانهيار الاقتصادي، مع وصول عدد المحتاجين إلى المساعدة في سوريا إلى 14 مليون شخص وهو العدد الأكبر منذ بدء النزاع.
ولفت إلى أنه لا يزال عشرات الآلاف محتجزين، أو مختطفين أو مفقودين، كما لا يزال 13 مليون مشرد داخل سوريا وخارجها، والغالبية منهم أطفال لم يعرفوا وطنهم وآفاق عودتهم الآمنة والكريمة والطوعية لا تتحسن، مشيراً إلى أن ذلك يشكل تحدياً مستمراً لجيران سوريا على وجه الخصوص، كما لا تزال سوريا مقسمة إلى عدة مناطق تتباعد عن بعضها البعض أكثر فأكثر.
وأكد المبعوث الأممي خلال الجلسة أمس الأثنين، على أنه يستند بتفاؤله بحدوث تغيير بسيط في سوريا إلى سببين الأول: هو أن كل الأطراف تواجه، بحسب ما أطلق عليه، “جموداً استراتيجياً” على الأرض، استمر الآن لقرابة 21 شهراً، دون تغير في خطوط التماس، موضحاً، والسبب الثاني: هو وجود مخاطر جسيمة وتكاليف سيتحملها “كل من يحاول ببساطة التعايش مع الوضع الراهن غير المقبول”، لا سيما في ظل المعاناة الإنسانية، وكذلك استمرار أزمة النزوح، والانهيار الاقتصادي، والتقسيم الفعلي للبلد، ومخاطر التصعيد المتجدد، والخطر المستمر للإرهاب.
وأشار إلى أنه سلّط الضوء على هذه التفاعلات، في جميع اتصالاته مع القادة اللاعبين في الصراع السوري من الجهات الخارجية، وكذلك بين الحكومة السورية وقوات المعارضة السورية، مضيفاً: “أشعر شهراً بعد شهر بأن هناك إدراكاً أوسع من ذي قبل، بالحاجة إلى خطوات سياسية واقتصادية، وأن هذه الخطوات لا يمكن أن تتحقق إلا معاً، خطوة بخطوة، وخطوة مقابل خطوة”.
يشار إلى أنه سبق أن نُشرت تقارير غربية منقولة عن خبراء ومسؤولين غربيين يتحدثون عن صعوبة الحصول على أي تنازل من الحكومة السورية، وذلك في معرض حديثهم عن ضبط حالة التطبيع العربي الحاصلة مع سوريا، مؤكدين في الوقت ذاته إلى أن معظم الدول العربية لا سيما المجاورة لسوريا باتت تعتبر أن استئناف العلاقات مع دمشق باتت حاجة تخدم مصالحها.