كشفت بعض النساء القاطنات في مخيم الهول بريف الحسكة الشمالي من عوائل تنظيم “داعش” عن تفاصيل محاولات الهروب من المخيم.
وأفات مجموعة من النساء القاطنات في المخيم وهم متشحات بالسواد ومنقبات، بوجود شبكات لتهريب البشر يتم التواصل معها عبر برامج للاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي، على أن تكون في محافظة إدلب أو مناطق أخرى في شمال سوريا التي تسيطر عليها تركيا أول محطة بعد نجاح عملية التهريب من المخيم، لتتولى بعد ذلك، الشبكات نقل من يتم تهريبهم من الهول إلى داخل الأراضي التركية ومنها إلى مواطنهم الأصلية، وهو أمر يتم غالباً لقاء دفع مبالغ مالية طائلة، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
كما نقلت الصحيفة عن سيدة نمساوية تُدعى “حفصة” سبق أن حاولت الهروب من المخيم بعد تكرار حوادث القتل في “الهول” قولها: “إنه بعد تكرار حوادث الهروب والقتل في هذا المخيم حاولت الهرب لكن محاولتي فشلت”، مضيفةً أنه تم اعتقالها مع ثلاث نساء أخريات، وتابعت: “أخذونا للتحقيق وتعرضنا للتوقيف لكن أُخلي سبيلنا فيما بعد”.
وأفادت “حفصة” بأنها من مواليد غراتس -ثانية من أكبر المدن النمساوية بعد العاصمة فيينا- وتبلغ من العمر 27 سنة وهي من أصول تونسية.
وعن تفاصيل محاولتها الهروب، كشفت “حفصة” أن “سيدة جهادية” كما وصفتها، تواصلت معها على رقم هاتفها المحمول وبعثت لها برسالة عبر برنامج واتساب وقالت: “بدايةً استغربت كثيراً كيف عثرت على رقمي وكيف تعرف أنني أحاول الهروب، وطرحت الكثير من الأسئلة عليها، أجابتني بأنه بعد الهروب ستجيب عن كل شيء”.
وأشارت إلى أن هذه السيدة كانت تتحدث معها سراً بلغة عربية فصحى لدرجة أنها لم تتمكن من معرفة هوية البلد الذي تنحدر منه، مشيرةً إلى أنها لم تطلب منها أي مبلغ مالي، وأعطتها بعض الأسماء والأرقام وطلبت منها التواصل معهم، وبالفعل تواصلت مع شخص التقينه عند نقطة محددة، وذهبن عبر نفق طويل إلى سور المخيم الخارجي.
وأضافت أنها اكتشفت فيما بعد أنه يعمل لقوى الأمن (التي يديرها الأكراد في المخيم)، مشيرة إلى اعتقالها بصحبة 3 نساء أخريات كن يحاولن أيضاً الفرار من مخيم الهول. وتابعت: “أخذونا للتحقيق وتعرضنا للتوقيف لكن أُخلي سبيلنا فيما بعد”.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” فإن أجهزة الأمن في مخيم الهول التابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، أفادت بأنها وثّقت منذ آذار 2020، نحو 700 محاولة هروب عوائل لتنظيم “داعش” من المخيم.
ويأوي مخيم الهول القريب من الحدود العراقية 60 ألف شخص، يشكّل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد قاطنيه، ويضم قسماً خاصاً بالنساء الأجنبيات وأطفالهن، وهم يتحدرون من نحو 50 دولة غربية وعربية، ويبلغ عددهم نحو 11 ألف سيدة وطفل، ويخضع هذا القسم لحراسة أمنية مشددة، كما يُمنع الخروج والدخول إلا بإذن خطّي من إدارة المخيم.
وتشير المعلومات من المخيم إلى أن هذه المخيمات بمثابة قنبلة موقوتة وأن أطفال “داعش” باتوا قادرين على شن أي عملية إرهابية.