بعد انتهاء الجولة 17 من محادثات أستانة، دون التوصل لأي نتائج أوضح الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط (MEI) بواشنطن، وخبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف عن سبب تمسك موسكو بهذا المسار، مشيراً إلى أنه مسار مهم بالنسبة لها لبناء تحالفات غير رسمية.
وقال مارداسوف: “لا يمكن لموسكو التخلي عن صيغة أستانة، لأنه من المهم بالنسبة لها أن تكتسب خبرة في بناء تحالفات غير رسمية مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وفقاً لما نقلته صحيفة “نازافيستيا غازيتا” الروسية.
وأشار إلى أنه: “في ظروف وجود اتفاقيات بين الولايات المتحدة واللاعبين الإقليميين الآخرين، تحاول روسيا أيضاً بناء سلسلة من التحالفات من أجل أن يكون لها مجال نفوذها الخاص”، الأمر الذي يوفر لموسكو وسيلة للعب على التناقضات بين واشنطن وشركائها في المنطقة، كما كان الحال في سياق تطور العلاقات الروسية المصرية على خلفية مؤشرات ضعف اتصالات القاهرة مع واشنطن، وفقاً لما نقلته الصحيفة الروسية.
وتابع خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية: “انطلاقاً من ذلك، لا تزال هناك حاجة رسمية لعملية أستانة، التي تتيح للدول المشاركة فيها محاكاة الحوار والجهود نحو الشفافية، ولن تتمكن روسيا من التخلي عنها خشية فقدان السمعة، فسوف يُنظر إلى الأمر، من دون شك، كأنه ثمرة خلاف مستعصٍ مع إيران وتركيا”، مؤكداً: “ومع ذلك، فمن الواضح أن هذه الصيغة (أستانة) ليس لها قيمة عملية”.
وبيّن الخبير الروسي أن موسكو بإمكانها أن تحل العديد من الأمور العملية العالقة في الملف السوري، من خلال التفاوض مع أنقرة.
يُشار إلى أنه في 20 الشهر الجاري تم إجراء الجولة 17 من محادثات أستانة، دون التوصل لحلول بخصوص مختلف الملفات السورية.