خاص ||أثر برس ضجّت مدينة حلب الليلة الماضية، بخبر انهيار بناءين سكنيين في حي الصالحين شرقي المدينة، بالتزامن مع مسارعة بعض صفحات التواصل الاجتماعي المحلية إلى تداول أنباء حول وقوع ضحايا بين السكان.
وأفادت مصادر محلية من حي الصالحين، بأن البناءين انهارا بشكل كامل وتلقائي، مشيرةً إلى أنهما كانا قد تعرضا إلى جانب عدة أبنية مجاورة لأضرار جسيمة خلال فترة سيطرة المسلحين على الحي ما بين عامي 2012 و2016.
من جانبه نفى الدكتور كميت عاصي الشيخ عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب خلال حديثه لمراسل “أثر”، وجود أي ضحايا جراء انهيار البناءين، موضحاً بأن المحافظة كانت على علم مسبق بأن الانهيار سيحدث، ولذلك فإنه وأثناء الانهيار كانت كل التدابير اللازمة متخذة بشكل تام.
وأوضح عاصي الشيخ تفاصيل حادثة الانهيار بالقول: “وردنا إلى المحافظة معلومات عبر سكان حي الصالحين بوجود ثلاثة أبنية سكنية متصدعة ومتضررة بشكل كبير خلال فترة الحرب، وبأن تلك التصدعات أصبحت تزداد بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة، لدرجة أن قاطني تلك الأبنية كانوا يسمعون أصوات الانهيارات الداخلية بآذانهم”.
وأضاف: “سارعنا فور ورود تلك المعلومات إلى التوجه لمكان الأبنية الثلاثة برفقة لجنة السلامة العامة والوحدات الشرطية وباقي الجهات المعنية، ولدى الكشف عليها، تبين وجود أضرارٍ ضخمة، فتم إخلاء الأبنية الثلاثة من العائلات التي تقطنها بشكل فوري، وفرض طوق كامل حول المنطقة التي يقعان ضمنها، كما تم منع حركة مرور السيارات والمشاة قرب تلك الأبنية”.
وأوضح عضو المكتب التنفيذي في مجلس المحافظة: “أنه وغالباً ما يتم في مثل تلك الحالات تنفيذ عمليات الهدم بشكل فوري من قبل الجهات المعنية، إلا أن الأضرار الهائلة التي كانت موجودة ضمن اثنين من الأبنية الثلاثة، كانت تنذر بانهيارهما في أي لحظة، ما يعني أن تنفيذ عمليات الهدم بالآليات من قبل العمال، سيعرّض حياتهم للخطر كون البناء معرض للانهيار بمجرد اقترابهم منه، ولذلك فضلنا تشديد المراقبة وحظر الحركة في محيطهما وانتظار انهيارهما بشكل تلقائي، وهو ما حدث بالفعل يوم أمس”.
وأشار عاصي الشيخ إلى أن البناء الثالث كان أقل تضرراً بنسبة طفيفة، الأمر الذي سيفسح المجال أمام الآليات الخاصة التي تم إحضارها إلى الموقع، للتدخل وتنفيذ عمليات الهدم دون انتظار سقوط البناء من تلقاء نفسه، الأمر الذي سيتم خلال ساعات نهار اليوم الأثنين.
كما نوّه عاصي الشيخ بأن سرعة التحرك والاستجابة من قبل الجهات المعنية وتعاون الأهالي، حال دون وقوع كارثة إنسانية حيث بلغ عدد العائلات التي تم إخلاؤها من الأبنية الثلاثة، 24 عائلةً كانت مهددة بانهيار منازلها فوقها.
وتحوي الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المسلحين في الجهة الشرقية من مدينة حلب، عدداً كبيراً من الأبنية التي تضررت بشكل كبير بفعل الحرب في المدينة، حيث تعمل الجهات المعنية ولجان السلامة العامة على تنفيذ عمليات الكشف باستمرار وتنفيذ عمليات الهدم للأبنية الأكثر تضرراً حرصاً على سلامة القاطنين من حدوث انهيارات مفاجئة، وخاصة أن مدينة حلب كانت قد سجلت خلال الأعوام الماضية، العديد من حوادث انهيار الأبنية السكنية فوق قاطنيها وخاصة في حيي الصالحين وصلاح الدين، ما أودى بحياة العشرات من الضحايا القاطنين في تلك الأبنية.
زاهر طحان – حلب