وصف المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أن المباحثات الأخيرة التي جرت في أستانة كانت بنّاءة، مشيراً إلى أن الوفد الروسي أجرى محادثات مع جميع الوفود.
وأكد لافرينتيف، خلال لقاء أجراه مع وكالة “تاس” الروسية أن تمسك المعارضة بأنه لا يمكن إحراز تقدم أثناء وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة هو نهج غير بنّاء ومرفوض.
كما وصف المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا خلال اللقاء، زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون الأخيرة إلى دمشق، بأنها “بدت مشجعة للغاية”.
وتطرّق إلى الوجود الأمريكي في سوريا، قائلاً: “لا يمكننا تجاهل حقيقة وجود الأمريكيين، ولدينا اتصالات معهم، ونناقش جوانب مختلفة من التسوية السورية، ولكن مع مراعاة حقيقة أن واشنطن تدرك أنه سيتعين عليها مغادرة سوريا عاجلاً أم آجلاً، والمهم هنا أنه لا ينبغي أن يكون رحيلهم مصحوباً بتطور للوضع مشابه لسيناريو التطور في أفغانستان”.
وأوضح أن: “موقف الإدارة الأمريكية الحالية قد خضع لبعض التغييرات، لقد أصبح أكثر وضوحاً، وإذا كانت واشنطن تمارس في وقت سابق سياسة الضغط الأقصى على دمشق، على أمل أن يتسبب ذلك في استياء السكان المدنيين، فقد أدركت الآن أن هذا لا ينجح”.
وأشار لافرنتييف إلى تصاعد التهديدات الإرهابية في سوريا خلال الفترة الأخيرة، وقال: «لا يزال عدد كبير من الجماعات المتطرفة ينشط، بشكل أساسي في إدلب، ومؤخراً، أصبحت الخلايا النائمة لما يسمى بـ(داعش) أكثر نشاطاً، وخصوصاً في الجنوب وفي الجزء الأوسط، وفي الشمال أيضاً”.
وحول تمديد قرار فتح معابر الشمال السوري، أكد لافرينتيف، أن موقف بلاده لم يتغير من هذا القرار، مشيراً إلى أن الموافقة عليه قبل شهور كان على أمل أن يكون حافزاً للمجتمع الدولي لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للحكومة السورية، ليس فقط لإدخال الأغذية، بل لاستعادة مرافق دعم الحياة والطاقة وخطوط الكهرباء ومحطات ضخ المياه ومرافق الرعاية الصحية والمدارس، ولكن، للأسف، لم يتم إنجاز سوى القليل من العمل الملموس، قائلاً: “إذا استمر ذلك، فلن يكون لدينا ببساطة أسباب لتمديد عمل الآلية عبر الحدود لأي فترة مقبلة”.
وأشاد المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، بمسار أستانة معتبراً أن :”ميزتنا هي وجود روسيا وتركيا وإيران على الأرض، لدينا بالفعل تأثير معين على الوضع الناشئ”.
وسبق أن نقلت صحيفة ” نيزافيستيا غازيتا” الروسية عن الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط (MEI) بواشنطن، وخبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، أنه لا يمكن لموسكو أن تتخلى عن صيغة أستانة، لأنه من المهم بالنسبة لها أن تكتسب خبرة في بناء تحالفات غير رسمية مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفاً: “إنه انطلاقاً من ذلك، لا تزال هناك حاجة رسمية لعملية أستانة، التي تتيح للدول المشاركة فيها محاكاة الحوار والجهود نحو الشفافية، ولن تتمكن روسيا من التخلي عنها خشية فقدان السمعة”، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لا قيمة عملية لهذا المسار، ومبيناً أن موسكو بإمكانها أن تحل العديد من الأمور العملية العالقة في الملف السوري، من خلال التفاوض مع أنقرة.