استهدف الطيران الحربي في منطقة “خفض التصعيد” عدداً من مواقع الفصائل المسلحة في المحافظة خلال اليومين الفائتين ما تسبب بتدمير عدد منها، فيما يشير مراقبون إلى أن الغارات الجوية على مقار المسلحين في منطقة “خفض التصعيد” ستشهد المزيد من الكثافة خلال 2022.
وفي التفاصيل، أفاد مراسل “أثر” في إدلب صباح اليوم الأثنين، بأن الطيران الحربي استهدف مقرات تابعة للمسلحين على محاور محيط جبل الأربعين ومدينة إدلب وأريحا ومصيبين ما أسفر عن تدمير 8 مواقع عسكرية للمسلحين ومقتل وإصابة عدد منهم.
وكذلك مساء أمس الأحد، استهدف الطيران الحربي الروسي مواقع للفصائل المسلحة على محور دير سنبل جنوب إدلب والعنكاوي بسهل الغاب شمال غرب حماة ما أسفر عن تدمير 3 مقرات للمسلحين بشكل كامل ومقتل وإصابة من بداخلها.
وحول مستقبل العمليات العسكرية في منطقة “خفض التصعيد”، نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مراقبين للوضع الميداني، توقعهم باستمرار الغارات الجوية الروسية وبشكل مكثف في الأشهر الأولى من 2022، وأن تنتهج موسكو خط الضغط العسكري ذاته الذي اتبعته قبل لقاء بوتين – أردوغان نهاية أيلول الماضي، لإرغامه على تقديم تنازلات تعيد تفعيل الاتفاقيات الثنائية بينهما لوضعها حيز التنفيذ في أقرب فرصة ممكنة.
ويأتي الحديث عن مستقبل المنطقة عسكرياً، بعد ثبات ميداني استمر في تلك المنطقة منذ عام 2020، بعدما خضعت لاتفاقية روسية – تركية، تحتّم على أنقرة إخراج المجموعات المُدرجة على قائمة “الإرهاب” وعلى رأسهم “جبهة النصرة” بزعامة “أبو محمد الجولاني” وغيرها من البنود، مقابل ضمان عدم شن عملية عسكرية من قبل سوريا وروسيا، فيما لم تلتزم تركيا بأي من هذه البنود.
وفي هذا السياق، تشير بعض التقارير إلى أن “النصرة” تحاول التخلص من صبغة “الإرهاب” وطرح نفسها على أنها حركة معتدلة، حيث نشرت مؤخراً صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً نقلت خلاله عن كبير المحللين في مركز التحليل والبحوث التشغيلية، ومؤسسة استشارية في مجال المخاطر السياسية عروة عجوب، قوله: “النصرة كانت براغماتية، إذ أنها أدركت حاجتها إلى حاضنة اجتماعية محلية وإلى اعتراف دولي بها، ولذلك بدأت باستخدام خطاب معاد للتطرف والإرهاب وهدف ذلك التنظيم الذي يقوده “أبو محمد الجولاني” هو ضمان مكانتها بين الأحزاب المتنافسة على السلطة في سوريا عقب انتهاء الصراع فيها”.