مخاطر عديدة نجمت عن حجب تركيا للحصص المائية من نهر الفرات لكل من سوريا والعراق، ما دفع الجانبين السوري والعراقي إلى الإقدام على إجراءات ومحادثات للحد من هذه المخاطر، حيث أعلن وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني عن التحضير لاجتماع سوري – عراقي – تركي مشترك للبحث في ملف المياه، وحصص سوريا والعراق في مياه نهر الفرات.
وأكد الحمداني خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “الوطن” السورية أن لقاءه مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي تم بحضور وزير الموارد المائية تمام رعد الذي جرى في 6 كانون الثاني الفائت كان مثمراً، حيث جرت مناقشة كل التحديات، وجرى الاتفاق على أن تشارك سوريا ممثلة بوزارة الموارد المائية بالمؤتمر الدولي الثاني للمياه الذي ستستضيفه بغداد الشهر القادم، وأن يتم تقديم كل الدعم للمؤتمر والتعاون مع العراق في هذا المجال.
وأشار الوزير العراقي إلى وجود بوادر انفراج في ملف المياه من قبل الجانب التركي، حيث قال: “بدأت بوادر انفراج مع الجانب التركي في هذا الملف، وبالتأكيد مشاركة الجانب السوري في المفاوضات الخاصة بتقاسم مياه الفرات سيكون لها طابع إيجابي أكثر وستعطي له قوة، ولاسيما عندما لا يكون العراق وحده في مفاوضاته مع تركيا، لذلك سوريا يجب أن تكون موجودة، والجانب التركي دائماً يشير إلى أنه لا يمكن الجلوس إلى المفاوضات بغياب الجانب السوري، ولا يمكن الوصول إلى تفاهمات بخصوص المياه بغياب الجانب السوري، وعندما طلبت في هذه الزيارة ضرورة أن تكون سوريا مشاركة”.
وأكد: “الجانب السوري أعلمنا بأن سوريا على استعداد للمشاركة في هذه المفاوضات وتحت أي مستوى، وهذا يعني أيضاً على المستوى الوزاري، وهذا بالتأكيد مرحّب به من الجانب العراقي”.
ونوّه الحمداني إلى أن تأثير حالة “التغير المناخي” على نهري دجلة والفرات، حيث قال: “حالة التغير المناخي التي تواجه المنطقة هي بالحقيقة حالة حرجة جداً ولها تأثير مباشر في منطقة حوضي الفرات ودجلة، وهذا ما يتطلب منا جميعاً العمل لمواجهة هذه التحديات وعندما نتحد ونتفق ونجلس معاً ونبادر من خلال تبادل الخبرات وتوحيد المواقف بالتأكيد سنشكل رقماً صعباً عندما نجلس مع الجانب التركي”.
وفي 10 تشرين الأول الفائت عقد وزيرا الموارد المائية في سوريا والعراق، اجتماعاً افتراضياً أكدا خلاله أن الجانب التركي يخفّض معدّل إطلاقات مياه نهري دجلة والفرات، الأمر الذي يؤثّر سلباً على الحصص المائية القادمة إلى كلا البلدين.
وبحسب تقرير نشرته قناة “سكاي نيوز” فإن السدود التي بنتها وتبنيها تركيا على نهر الفرات أدت إلى تراجع حصة السوريين من النهر، إلى أقل من ربع الكمية المتفق عليها دوليا، مشيرة إلى أن هذه “مستويات غير مسبوقة”.