حذّر القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” مظلوم عبدي، من عودة نفوذ تنظيم “داعش” في سوريا، مشيراً إلى تنامي وتيرة أنشطته في الآونة الأخيرة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن عبدي قوله أمس الجمعة: “نحن محاطون بالدولة الإسلامية، لقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً، إذا لم نجاهد لمحاربة “داعش” الآن، فسوف ينتشرون مرة أخرى”.
وحول الهجوم الذي تعرّض له سجن الصناعة في الحسكة من قبل “داعش”، أكد عبدي على وجود تقصير من قبل “قسد” حيث قال: “لم ننفذ مسؤولياتنا بشكل جيد”، مشيراً إلى أن “قسد” تلقت العام الماضي معلومات استخباراتية مرتين عن تخطيط خلايا “داعش” نائمة لمهاجمة السجن وتهريب عناصر التنظيم المحتجزين فيه، وتم إحباط هجوم واحد بالفعل، لكن دون إجراء ما يكفي من العمليات لاستئصال تلك الخلايا الإرهابية في محيط السجن، وقال: “كانت هناك معلومات استخباراتية من قبل أنهم يريدون الهجوم، واتخذنا إجراءات، لكننا فشلنا بعد ذلك”.
في الوقت ذاته شدد عبدي على أن المجتمع الدولي يتقاسم هذا العبء ويتعين عليه تحمّل المسؤولية عن آلاف الأجانب المحتجزين في السجون والمخيمات المدارة من قبل “قسد” والذين لا يزالون يشكلون خطراً أمنياً.
وحذّر عبدي من أن الخطر الناجم عن “داعش” لا يزال قائماً، لافتاً إلى أن التنظيم يعتمد على اللامركزية ويغير سلوكه وفقاً للظروف والديناميكيات المحلية.
ويشير محللون إلى أن “قسد” لا يمكنها أن تتحمل مسؤولية السيطرة على “داعش” شرقي سوريا، حيث نشر سابقاً موقع “ميدل إيست أي” البريطاني مقالاً جاء فيه: “من الواضح لسنوات أن النهج الحالي لاحتجاز داعش بدون محاكمة، في منشآت مؤقتة يحرسها طرف غير حكومي ضعيف الموارد كان بمثابة قنبلة موقوتة”، مشيراً إلى وجود أسئلة يجب طرحها حول القدرات الأمنية لقسد، إذ تمكن 200 مقاتل مسلح من داعش من تجاوز ما لا يقل عن عشرة نقاط تفتيش تابعة لقوات “قسد” إلى مدينة الحسكة وعبورها إلى جانب سيارتين مفخختين، من أجل مهاجمة أكثر المواقع حساسية، بما يمثل فشلاً استخباراتياً وأمنياً مذهلاً له وللتحالف.