خاص || أثر سبورت
لا تبدو العقوبات الكروية التي تطال الأندية واللاعبين والكوادر على حد سواء، مؤثرة أو ذات فاعلية لتحقيق الهدف الذي أُقرّت أو تم فرضها من أجله، والسبب يعود لأنها ميّتة من الأساس وسبب وفاتها هو القائمين عليها أي من يصدرها، وبتعبير أوضح اتحاد الكرة نفسه، لأنه يضع نفسه في موقف الشك والاتهام، فبدلاً من أن يكون القاضي يصبح المتهم وذلك بسبب عدم احترامه لقراراته وعدم تطبيقها بشكل صحيح، وتراجعه عنها إما لأن بعض الأندية أقوى منه أو لوجود أعضاء ضمن الاتحاد من الأندية هم من أصحاب النفوذ الذين يميلون لأنديتهم، أو لسبب آخر وهو مادي اخترعه الاتحاد بأن تستبدل العقوبة بغرامة مالية ليحفظ ماء وجهه.
خيار وفقوس:
سمعنا جماهير بعض الأندية على شاشات التلفزيون في مسابقاتنا الرسمية تقوم بشتم أندية أخرى وحكام وكوادر وشاهدنا زجاجات الماء تنهال على أرض الملعب وعلى المضمار، ومع ذلك لم نشاهد أو نسمع ونقرأ عن أي عقوبة تم اتخاذها بحق الفاعلين، والحجة في ذلك أن مراقب المباراة والحكام لم يذكروا ذلك في تقريرهم، والجميع يعلم ما هي الظروف التي تُفرض عليهم لفعل ذلك وهنا لا نتحدث عن التشكيك بنزاهة أحد وإنما عن اعتبارات أخرى، منها دخول متنفذين أو أشخاص مؤثرين يملون عليهم ما يجب كتابته حتى لا يجدون أنفسهم خارج المراقبة أو التحكيم، وهناك قلة قليلة تفعل ذلك عن طيب خاطر، وجميعنا شاهد وعرف قبل عدة مواسم كيف تم دعوة أحد المراقبين وهو لاعب دولي سابق لتغيير تقريره في منتجع مشهور بدمشق، فانقلب الحق باطلاً والباطل حقاً وتم نصرة فريق على حساب آخر.
في وقت عوقبت أندية بسبب شتيمة هنا أو أخرى هناك، مراضاة لفلان وعلان مع أنه كان بالإمكان تمريرها، أو بسبب علبة ماء رماها أرعن على أرض الملعب فكانت حجة أو ذريعة مناسبة لمعاقبة نادٍ ما لحساب نادٍ آخر من المدللين أو المدعومين.
شواهد على تغيير عقوبات الاتحاد:
هذا الموسم عاقبت لجنة تسيير أمور اتحاد كرة القدم نادي الوحدة بحرمان جمهوره من حضور مباراته مع النواعير بعد الأحداث التي رافقت مباراة الوحدة والاتحاد، ولكن اللجنة نفسها عادت وغيرت رأيها وعدلت قرارها واستبدلت العقوبة الانضباطية بغرامة مالية، ورغم ذلك الوحدة رفض دفع المبلغ وفضّل لعب المباراة بدون جمهور على دفع أي مبلغ سيدخل لخزينة الاتحاد.
الحالة تكررت مرة أخرى، ونجح تشرين اليوم بدفع الغرامة واستبدال العقوبة الانضباطية بعقوبة مالية بعد أن وجدت اللجنة نفسها محرجة ووافقت على ذلك وإن لم تفعل فإنها متهمة بمعاملة أنديتها بمبدأ “الخيار والفقوس” وستكون العقوبات بين مطرقة الاتحاد وسندان الأندية، والسندان اعتاد أن يصمد أمام المطرقة التي اتضح أن معدنها ضعيف نسبياً ويجب استبداله بمعدن أقوى ليتم تطبيق القانون، وإلا فإن الأندية ستبقى أقوى من اللجنة والاتحاد القادم، وستكون دائماً صاحبة اليد الطولى والكلمة العليا إن بقي تطبيق القانون بيد من لا يجيد تطبيقه.
تشرين يعترض والاتحاد يُوافق:
رئيس نادي تشرين قال لموقع “أثر سبورت” إن عقوبة فريقه لا مبرر لها وغير مستحقة، وأنه فوجئ بها وهذا الأمر شكل ضغطاً كبيراً على فريقه قبل مباراة الاتحاد، خاصة مع قرار حرمان أحد اللاعبين قبل بدء المباراة بدقيقتين وهذا الأمر باطل قانونياً.
وأكد أن إدارة النادي اعترضت على العقوبة لإلغائها أو استبدالها بعقوبة مالية.
على الطرف الآخر، أكد مصدر في اتحاد الكرة لموقع “أثر سبورت” أنه تم النظر باعتراض نادي تشرين وتم أخذ القرار اللازم بعد النظر في موضوع الشكوى والأسباب التي أدت للعقوبة من كافة الجوانب.
على الاتحاد حمل العصا من المنتصف:
طبعاً هذه الشواهد ليست وحيدة، وإنما هناك الكثير غيرها سواء على صعيد الأندية أو الكوادر واللاعبين، وإنما ذكرناها كدليل على صحة كلامنا، وإن أرادت اللجنة المؤقتة أو الاتحاد القادم أن يعيد لقبة الفيحاء الهيبة والوقار فعليه أن يمسك العصا من المنتصف، وألا يتخذ القرارات بسرعة وأن يحسن اختيار الكوادر وخاصة المراقبين الذين لا يخضعون لضغوط، وأن يحسن تطبيق القانون فلا يكون هناك فوارق بين الأندية وتتساوى كلها عنده، ويكون الأب الروحي لها فتتعظ وجماهيرها عند ذلك ولن يكون للشغب مكان له في مدرجاتنا أو ملاعبنا وخارجها.
محسن عمران