أثر برس

في جوامع إدلب.. “فتاوى شرعية” تجيز القتال في أوكـ.ـرانيا.. و”الجـ.ـولاني” أمام “فرصة ذهبية”

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس  لا يُعد وجود “الجهاديين”، على خطوط المواجهة المباشرة في أوكرانيا، وليد العملية التي بدأتها موسكو للدفاع عن أمنها القومي، لكن اللافت في الأمر أن القتال في أوكرانيا اقترن بـ “فتاوى جهاد”، تجيز قتال “الجهاديين” ضد روسيا، وانطلقت هذه الفتاوى من قناة الجزيرة القطرية لتصبح دروساً دينية ضمن مساجد شمالي غرب سوريا التي تسيطر عليها “جبهة النصرة”.

قطف ثمار:
تقول مصادر أهلية في إدلب خلال حديثها لـ “أثر برس”، إن عدداً من خطباء المساجد ورجال الدين الذين عيّنهم تنظيم “جبهة النصرة”، يتحدثون مؤخراً عن “جواز قتال المسلمين في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، وحرمانية القتال لجانبه”، معتبرين أن القتال لصالح “حكومة كييف”، يعد من “جهاد الدفع”، بحجة أن الجيش الروسي يهدد أرواح المسلمين المقيمين في أوكرانيا، وبالتالي فإن على “المسلم” أن يقاتل دفاعاً عن نفسه وأهله وماله حتى وإن كان الأمر تحت راية حكومة غير مسلمة، بحسب فتوى رجال الدين التابعين لـ “النصرة”.

وتشير المصادر إلى أن هذه الدروس تتضمن فتاوى تجيز الانتقال إلى أوكرانيا لقتال الروس بحجة أن موسكو “أضرت بالمسلمين”، في أفغانستان والشيشان وسوريا، إلا أن وجوب تشكيل فصائل مستقلة عن “حكومة كييف” إن أمكن ذلك، أمراً يقي من شبهة “نصرة الكافر على الكافر”، وفقاً للتعبير المستخدم من قبل من يرتبطون بـ “النصرة” لتحريض “الجهاديين”، للسفر إلى أوكرانيا والقتال هناك ضد الروس، ويصرّ هؤلاء على تذكير الفصائل المشكّلة من مقاتلين ينحدرون من دول الاتحاد السوفييتي السابق على ضرورة أن يكونوا حاضرين في معارك أوكرانيا للثأر من الروس الذي هزموا الفصائل المتطرفة في “حرب الشيشان”.

وتصف مصادر “أثر برس”، ما يجري في أوكرانيا بـ “الفرصة الذهبية”، بالنسبة لزعيم تنظيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني”، للتخلص من وجود المقاتلين الأجانب خاصة المنحدرين من أصول روسية أو من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى رأسهم شخصيات بارزة مثل “مسلم الشيشاني”، الذي كان “الجولاني” قد اقتتل معه قبل فترة، ولا تجد “النصرة” ضيراً بانتقال من يرغب من المقاتلين العرب والصينيين إلى أوكرانيا، والتخلص من أكبر عدد ممكن من غير السوريين ضرورة بالنسبة لـ “الجولاني” الذي يريد الاستفراد أكثر بشمالي غرب سوريا.

رغبة “الجولاني”، بالتخلص من الأجانب تأتي من محاولته لإصدار صورة عن تنظيمه بكونه مكوّن من السوريين فقط، وأنه يعد من “المعارضة الإسلامية المعتدلة”، التي يجوز لها قتال الحكومة السورية، ويجد فيما يجري بأوكرانيا فرصة لا يجب تفويتها للتخلص من موالي القاعدة الأجانب بما يخدم أساساً صورته التي يشتغل على ترويجها بكونه “إسلامي متحضر”، يهتم باقتصاد شمال غرب سوريا وتطويره بما يؤدي لاحقاً لجعل المناطق التي يسيطر عليها تدخل ضمن خارطة المشروع الأمريكي لـ “فدرلة سوريا” كـ “إقليم سني”، يقوده “الجولاني” نفسه.

منبرٌ للتكفير:
تركز قناة الجزيرة القطرية على “تكفير”، مقاتلي الجيش الشيشاني والرئيس “رمضان قاديروف”، بكونهم يشاركون في الحرب دعماً للحكومة الروسية، إذ نشرت مقالاً عبر موقعها للفلسطيني “محمد خير موسى”، يقول فيه عن قتال الجيش الشيشاني لصالح روسيا بحرفيته: “هم لا يدافعون عن دينٍ ولا عن أرضٍ ولا عن عرض، بل إنّهم يقاتلون في جيش من دمّر بلادهم وانتهك حرماتهم قبل سنوات قليلة، فقتالهم هذا نوعٌ من الارتزاق المحرّم”، ويغمز الكاتب إلى ضرورة أن يكون قتال المسلمين ضد روسيا مستقل عن “حكومة كييف”، كي لا يقع المسلمون في شبهة “نصرة عصبة على عصبة، فيقتلون قتلة الجاهلية”.

الجزيرة كانت القناة الوحيدة التي استضافت “سعيد اسماعيلوف”، الذي يشغل منصب “مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا، ليشدد على ضرورة قتال المسلمين ضد موسكو ويؤكد على وجود “المجموعات الراديكالية” بقوله: “تنظيمات عسكرية شيشانية قاتلت الانفصاليين الموالين لروسيا في مناطق جنوب شرق البلاد منذ 2014، كفصيل جوهر دوداييف”، ويضيف عن الحرب الحالية بقوله: “ثمة كذلك مقاتلون شيشان تطوعوا في صفوف الجيش الأوكراني، وآخرون حتى في دول أوروبا الغربية، أبدوا مؤخراً رغبة في الالتحاق بصفوف القوات الأوكرانية لمواجهة روسيا، وكلهم -بطبيعة الحال- مناؤون لقديروف وبوتين”.

ما قبل العملية الروسية:
خلال عام 2013 تشكلت شرقي أوكرانيا حركة “القطاع الأيمن”، وعلى الرغم من أن موسكو تصف هذه الحركة بـ “النازيين”، إلا أن تقارير إعلامية غربية تحدثت عن وجود مقاتلين من “الجماعات الجهادية” ينحدرون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ضمن قوام حركة “القطاع الأيمن”، وتقول التقارير الغربية إن المتطرفين موجودين ضمن صفوف هذه الحركة بهدف “الجهاد ضد روسيا”.

كما شهد إقليم دونباس بعد عام 2014 تشكل ثلاث فصائل إسلامية متطرفة هي “جوهر دوداييف” و “الشيخ منصور”، المشكلتين من مقاتلين شيشانيين، بينما تشكل الفصيل الثالث تحت اسم “وحدة القرم”، من مقاتلين يتحدرون من أصول تتارية وتركية.

محمود عبد اللطيف

اقرأ أيضاً