بعدما نشرت وسائل الإعلام الأمريكية العديد من التسريبات التي أكدت أن القوات الأمريكية في سوريا تسببت بوقوع العديد من الضحايا المدنيين بغاراتها في سوريا إلى جانب تدمير مساحات كبيرة من المناطق السكنية، أظهر تقرير طلبت وزارة الدفاع الأمريكية إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأمريكي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة التي شهدت سقوط تنظيم “داعش” عام 2017.
وبحسب تقرير نشرته مؤسسة “Rand” البحثية فإن بنهاية هذه المعركة التي دامت قرابة 5 أشهر “كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن”.
وأشار التقرير إلى أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الثاني 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 ضحية، مستنداً في هذه الأرقام إلى إحصائيات “التحالف” و”منظمة العفو الدولية” وموقع ” Airwars” المتخصص بتوثيق الضحايا المدنيين.
وأضاف التقرير المكون من 130 صفحة أن معركة الرقة تسببت أيضاً بتدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما “أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل” في المنطقة.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة ” Rand” تم تدمير أو إلحاق أضرار بـ11 ألف مبنىً بين شباط وتشرين الثاني 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجداً وأكثر من 40 مدرسة و5 جامعات، بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.
ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة الذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أمريكيون في ذلك الوقت، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم إلى اتخاذ السكان درعا في الأحياء الأكثر اكتظاظاً.
وكذلك لفت التقرير إلى أن القوات الأمريكية ركزت في عملياتها العسكرية التي كانت تنفذها في تلك المنطقة بذريعة محاربة تنظيم “داعش” على الضربات الجوية خوفاً على حياة جنودها، مشيراً إلى أنه كان يتوجب على القوات الأمريكية أيضاً أن تكون مستعدة لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر، وقال التقرير: “إنه توجب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عملياته آخذاً في الحسبان أن الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة استراتيجية”.
يشار إلى أنه سبق أن وثّقت العديد من التقارير الأمريكية حدوث مجازر في مناطق شرقي سوريا بفعل القصف الأمريكي، كاشفة عن العديد من التفاصيل المتعلقة بتكتيكات الاستهدافات، ومؤكدة على أن هذه القوات كان بإمكانها تحقيق أهدافها من العملية العسكرية في تلك المناطق بوقت أقصر وبدمار أقل ودون وقوع ضحايا مدنيين بهذا القدر.