أثر برس

الجولاني.. جهادي برتبة “جنرال”

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس يتسارع حراك زعيم تنظيم “جبهة النصرة”، أبو محمد الجولاني، نحو خلق صورة “الجهادي الليبرالي” التي يريدها لنفسه وتنظيمه أمام الرأي العام العالمي، فأطلق مشروعاً لإعادة هيكلة تنظيمه عسكرياً، ومحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المنتسبين الجدد لصفوفه، إضافة لتوجهه نحو اسم جديد للتنظيم وألقاب جديدة له ولأعوانه.

تتحدث المصادر الجهادية عن عملية إعادة هيكلة بدأت خطواتها في كواليس “جبهة النصرة”، التي تعرف حالياً باسم “هيئة تحرير الشام”، منذ افتتاح “الكلية العسكرية”، في إدلب من قبل “حكومة الإنقاذ”، وبرغم تبعية الأخيرة وتعيينها من قبل “الجولاني”، إلا أنها تزعم أن “الكلية العسكرية”، ليست من المؤسسات التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، والانتساب إليها ليس محصوراً بعناصر “النصرة”، وفي محاولة لإعادة إنتاج علاقة جيدة مع الفصائل التي فككتها أو اشتبكت معها مجموعات “الجولاني”، قُبِلَ في الكلية شخصيات من بقايا “حركة أحرار الشام”، في الكلية التي من شأنها أن تمنح منتسبيها رتباً عسكرية تتناسب وأعمار المنتسبين وصفاتهم القيادية السابقة، بمعنى أن من سيتم “تخريجهم”، سيمنحون رتباً تصل لـ “عميد”.

تشير مصادر “أثر برس”، في إدلب إلى أن هذه الرتب ستكون بديلة عن لقب “الأمير”، الذي يحمله حالياً قادة القطاعات التابعين لـ “النصرة”، والذين سيمنح غالبيتهم هذه الرتب دون الانتساب بشكل فعلي للكلية، فلم يغادر أياً من “المرضي عليهم” مقر عمله، في حين أن من يتم تدريبهم في الكلية هم من بقايا بعض الفصائل والعناصر الذين كانوا منتسبين سابقاً لفصائل أخرى، إضافة لمنتسبين جدد لصفوف “النصرة”، وسيكون ضمن الخطوة التالية الإعلان عن تشكيل فصيل يحمل لقب “جيش”، يتبع لـ “وزارة الدفاع”، في “حكومة الإنقاذ” ليختفي اسم “هيئة تحرير الشام”، من التداول عبر وسائل الإعلام التي تتبع لـ “الجولاني”، الذي سيكون لقبه “القائد العام”، مع رتبة عسكرية يتخلى بموجبها عن لقب “الأمير”، وقد يعود لاستخدام اسمه الحقيقي بدلاً من لقبه السائد.

التشكيلات والتنظيمات الجهادية الأجنبية لن تكون ضمن الهيكلية الجديدة، وسيكون لها كيان مواز باسم سيشير إلى استقلاليته عن “النصرة” وتشكله من المقاتلين الأجانب بما يعطي “الجولاني”، هامش التبرؤ من هذا الفصيل عند الحاجة، و سيضع “الجولاني” على رأس هذا الفصيل الشخصيات المتشددة من قيادات الصف الأول في “النصرة” حالياً، في محاولة من زعيم التنظيم للتخلص من كل الشخصيات التي تعارض سياساته التي يحاول من خلالها الظهور بصورة “القائد الليبرالي”، وتشكيل هذا الكيان سيكون بقدرة عسكرية محدودة وغير قادرة على إحداث فعل لا يرغب به “الجولاني”، نتيجة انعدام ثقته بمن يعارضون سياساته رغم الامتيازات المالية والمعنوية التي يحيطهم بها حالياً.
يُخشى في كواليس “النصرة” والدائرة الضيقة المحيطة بـ “الجولاني”، من عملية “انقلاب جهادي”، تطيح بطموحات زعيم “النصرة” وأعوانه الجدد، وعلى هذا الأساس زاد في الآونة الأخيرة حراك الجهاز الأمني وفتح دورات مكثفة لعناصره، وتتحدث المصادر عن زيادة في عدد عملاء “مخابرات الجولاني”، بين المدنيين في المناطق الخاضعة لسطوة “الجولاني”، ناهيك عن العاملين لصالح “الجولاني” ضمن مجموعات معارضيه من الشخصيات المتطرفة، وبين صفوف الفصائل المعارضة له.

اندماج جديد..؟!
تستبعد مصادر “أثر برس”، حدوث أي عملية اندماج أو حتى تقارب معلن مع فصيل “الجيش الوطني”، ككتلة أو حتى كفصائل أو شخصيات منفردة، ومع أن “الجولاني” بعد أن يشكّل “جيشه الجديد” سيعلن عن تشكيل “مجلس عسكري”، لقيادة مناطق شمال سوريا يكون من بين مقاعده، واحداً للفصائل المتطرفة التي سيبقيها خارج الجيش، إلا أنه لن يقبل بشراكة مع “الجيش الوطني”، إلا في حال قبول قياداته إعلان تبعيتها لـ “حكومة الإنقاذ”، بدلاً من “الحكومة المؤقتة”، المعلنة من قبل “الائتلاف”، بما يصدّر “الجولاني”، كقائد عام لكامل “المعارضة”، في شمال سوريا على المستويين السياسي والعسكري، وهذا ما لن يحدث إلا إن قبلت به المخابرات التركية بشكل أساسي بكونها من شكّل فعلياً “الجيش الوطني”، من دمج مجموعة كبيرة وغير متجانسة حتى الآن من الفصائل، كما أن تركيا لن تفقد “الائتلاف”، ذراعه العسكرية حتى وإن كان الائتلاف “لا يمون على هذه الذراع”.

محمود عبد اللطيف 

اقرأ أيضاً