خاص || أثر برس انتهت أيام العطلة الرسمية، وذهب آخر أيامها آخذاً معه ساعات النعيم والهناء التي قضاها أبناء حلب بفعل الحضور المشرّف، وغير المعهود، لناحية التغذية الكهربائية السخيّة خلال فترة العطلة.
عطلة عيد الفطر في العام الحالي، أعادت إلى أذهان الحلبيين ذكريات الزمن الجميل قبل بدء الحرب كهربائياً، فحضر التيار بقوة، وفرض نفسه ضيفاً محبباً على منازل الحلبيين، في ضوء انخفاض لافت للتقنين الكهربائي الجائر الذي عاشته المدينة خلال السنوات العشر الماضية.
تقنين الكهرباء في حلب انخفض خلال فترة العيد إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، ووصل إلى حد فاق القدرة الاستيعابية للحلبيين بعد سنوات الظلام التي عاشوها، فحصلت معظم أحياء المدينة التي تصلها الكهرباء الحكومية، على تقنين بلغ ساعتي وصل متتاليتين، مقابل ما تراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات قطع كحدٍ أعظمي، الأمر الذي جعل عيد الحلبيين عيدين، ولكن ليس فقط لليلة واحدة وفق ما غناه الفنان “كاظم الساهر” في أغنيته الشهيرة “عيد وحب”، وإنما على مدار أسبوع كامل، أطلق عليه أبناء المدينة “أسبوع العسل”.
ولم يلبث الحلبيون إلا قليلاً بعد انتهاء عطلة العيد، حتى عاد وضع التقنين الكهربائي مباشرة إلى سابق عهده من الجور، فارتفع عدد ساعات الانقطاع إلى ما بين 10 و12 ساعة متتالية، يقابلها ساعتان من الوصل في أفضل حال، لتعود التغذية الكهربائية في حلب إلى ما اعتاد عليه الحلبيون وتعايشوا معه في السنوات الماضية وفق معدل 4 ساعات وصل كحد أقصى مقابل 20 ساعة قطع يومياً.
ورغم اعتيادهم على التقنين الجائر، إلا أنه لا يمكن في حال من الأحوال إخفاء حالة الخنق التي تظهرها الأحاديث المتداولة بين الحلبيين مؤخراً، بالاستناد إلى التغير الإيجابي الكبير بموضوع الكهرباء خلال فترة العيد، والذي أظهر قدرة الحكومة على تغذية حلب بكميات وساعات كافية من التيار، وباتت عبارة “إذا بيقدروا يجيبوا الكهرباء منيحة لهالدرجة، ليش عبيحرمونا منها، ولا كرمال ما يأثروا عمصالح الأمبيرات”، مسيطرة على حديث الشارع الحلبي.
بالنتيجة، ولّت عطلة العيد إلى رجعة قريبة بعد نحو شهرين من بوابة “عيد الأضحى المبارك”، وولّت معها ساعات النعيم الكهربائي في حلب، ليبقى الأمل أولاً وأخيراً، مرهوناً بما ستقدمه عودة المحطة الحرارية إلى العمل في الريف الشرقي للحلبيين، والتي من المتوقع بحسب تصريح سابق لمدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء المهندس علي هيفا لـ”أثر برس”، أن تُقلع مجدداً عبر إحدى عنفاتها مع نهاية شهر حزيران القادم.
زاهر طحان – حلب