خاص || أثر برس في ظل أزمة النقل في محافظتي اللاذقية وطرطوس، يحبس الأهالي أنفاسهم مع اقتراب موعد امتحانات شهادة التعليم الثانوي، وهم يحسبون ألف حساب للمعاناة اليومية التي سيتقاسمونها مع أبنائهم، والمتمثّلة بتأمين مقعد شاغر في سرفيس يقلّهم إلى المركز الامتحاني من دون تأخير يحرمهم من تقديم الامتحان، خاصة في الريف الذي يعاني أساساً من قلة السرافيس.
انطلاقاً من أهمية دور المجتمع المحلي في إيجاد حلول للمشاكل الآنية، وفق الامكانيات المتاحة، انطلقت مبادرتان أهليتان في بلدتين بريف اللاذقية وطرطوس، الغاية منهما تأمين إيصال طلاب الشهادة الثانوية إلى مراكزهم الامتحانية مجاناً، عبر سرافيس تم تأمينها مسبقاً لهذه الغاية.
في بلدة عين التينة بريف اللاذقية، أطلق مركز عين التينة الخيري مبادرة أهلية تتضمن تأمين وسائل نقل لطلاب الشهادة الثانوية بكافة فروعهم، مع نقلهم مجاناً إلى مراكزهم الامتحانية في مدينة اللاذقية.
صاحب فكرة المبادرة، إمام وخطيب مسجد قرية عين التينة والمعلم في مدرستها الأستاذ حيدر سالم إبراهيم قال لموقع “أثر”: “بعد اجتماع الفعاليات الأهلية وأعضاء المركز الخيري في عين التينة مع طلاب الشهادة الثانوية للوقوف على حاجاتهم ومتطلباتهم، قرر أعضاء المركز الخيري إطلاق فعالية جديدة تتضمن تأمين سرافيس لنقل الطلاب كل حسب مركزه الامتحاني في المدينة مع إعادتهم الى البلدة بعد الانتهاء من إجراء الامتحانات، خاصة أن البلدة تبعد 40 كم عن مدينة اللاذقية”.
وأوضح حيدر أن عدد الطلاب الذين سجلوا أسماءهم في المركز تجاوز 30 طالباً، ولا تزال هناك فرصة لتسجيل طلاب آخرين، مشيراً إلى أن تمويل المبادرة تم بواسطة الأهالي الميسورين في القرية.
المبادرة الأهلية، تعيد إنتاج نفسها في بلدة الشيخ سعد بطرطوس، حيث قال رئيس مجلس البلدة المهندس محمد سليمان لـ “أثر”: “بالتعاون بين البلدية والفرقة الحزبية ولجنة مراقبي سرافيس خط طرطوس – الشيخ سعد، تم تأمين 15 سرافيساً، ستقوم هذه السرافيس بتأمين نقل طلاب الشهادة الثانوية خلال فترة الامتحانات من بلدة الشيخ سعد والقرى التابعة لها (الشيخ سعد، جديتي، الخريبات، اسقبولي، بيت حجي، البرغلية، الجوبة، بدرية، الواسطات، بيت الخطيب) إلى مدينة طرطوس”.
وبيّن سليمان أن نقل الطلاب إلى المراكز الامتحانية مجاني، حيث سيكون التجمع صباح الإثنين القادم الساعة السابعة إلا ربع أمام البلدية ليصار إلى نقل الطلاب إلى مراكزهم الامتحانية.
ولاقت هاتان المبادرتان، ترحيباً واسعاً من الأهالي الذين أعربوا لـ “أثر” عن سعادتهم الكبيرة بعد سماعهم بهذه المبادرة، واصفين حالتهم بالقول: “صخرة كبيرة وقد أُزيحت عن صدورنا”، شارحين: “كنا قلقين إزاء معاناة تأمين وسيلة نقل لأولادنا توصلهم إلى المراكز الامتحانية بدون انتظار قد يطول، يشوّش على أفكارهم وتركيزهم، أو قد يجعلهم يصلون متأخرين إلى مراكزهم الامتحانية، ويُحرمون من تقديم الامتحان”.
وأضاف الأهالي: “ليس المهم أن يكون التوصيل مجاني للطلاب، بقدر أهمية تأمين سرافيس لنقلهم”، معربين عن أملهم أن تعمّم هذه المبادرات على المناطق والقرى كافة.