أثر برس

سوريا في زمن الحرب: كهرباء 24 ساعة!

by Athr Press

“الشعب يريد انقطاع الكهرباء”، منشور تداولته حسابات السوريين على فايسبوك منذ بداية الشهر الماضي، تعبيراً عن “فرحهم واستغرابهم” لعدم انقطاع الكهرباء على مدار الـ 24 ساعة.

وفي السنة السابعة من الحرب السورية، يمكن لمن يمشي في دمشق ليلاً رؤية النور المنبعث من نوافذ بيوتها، دون أن يسمع أي ضجيج للمولدات الكهربائية، التي ملأت الشوارع خلال السنوات الماضية.

هذه الحالة الإيجابية امتدت لتشمل محافظات عانت لسنوات من ساعات انقطاع طويلة للتيار، منها اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري، ومناطق جنوب ووسط البلاد، ومحافظة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، والتي كانت أكبر المتضررين من انقطاع الكهرباء وتعرض أهلها لاستغلال أصحاب ما يسمى بـ “الأمبيرات” خلال السنوات الماضية.

 

شتاء دافىء

وبعد سنوات من نظام التقنين الذي وصل إلى 16 ساعة انقطاع يومياً في بعض الأحيان، طمأن وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي السوريين إلى أن الوضع الكهربائي يتجه إلى مزيد من التحسّن خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً بأن الشعب السوري سوف ينعم بـ “شتاء مستقر ودافىء” هذا العام، وأن المنظومة الكهربائية قادرة على توفير حاجة البلاد كاملة.

أما رئيس الوزراء السوري عماد خميس، والذي كان وزيراً للكهرباء سابقاً، فقد أشرف بشكل شخصي على هذا الملف، وعمل في الفترة الماضية على تأمين عدم انقطاع التيار أثناء عرض مباريات المنتخب السوري، والتي يخوضها للتأهل إلى مونديال روسيا عام 2018، وتسعى وزارة الكهرباء حالياً “حسب خميس” لإعادة التيار إلى مدينة دير الزور شرق البلاد والتي سيطر عليها الجيش السوري مؤخراً بمساندة الحلفاء.

 

ما هو السبب؟

وتعزو وزارة الكهرباء السورية التحسّن الملحوظ بالتيار، إلى سيطرة الجيش السوري بمساعدة حلفائه على مناطق واسعة في البادية السورية والمنطقة الوسطى هذا العام، وتضم هذه المناطق آباراً للنفط وحقولاً للغاز، أعادتها وزارة النفط إلى الخدمة، كما أعادت وزارة الكهرباء تأهيل العديد من معامل ومحطات توليد الطاقة بعد أن تعرضت للتخريب والدمار بسبب المعارك، ونفذت الوزارة خلال فترة الحرب مشروع “محطة دير علي” الاستراتيجي بقيمة مليار دولار، الأمر الذي انعكس إيجاباً على واقع الكهرباء.

 

الحلفاء

وكان للدول الحليفة للحكومة السورية الدور الأكبر في دعم القطاع الكهربائي، وتقول مصادر خاصة لموقع “ألجديد” من داخل وزارة الكهرباء إن ترليون و80 مليار ليرة، هي قيمة العقود الكهربائية التي تم الاتفاق على إدراجها رسمياً ضمن قائمة المشاريع التي سيتم طرحها على طاولة اجتماع اللجنة العليا السورية – الروسية المشتركة في مدينة سوتشي الروسية، حيث وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى هناك لترؤس الجانب السوري في اللجنة.

كما أبرمت الحكومة السورية عقوداً ومذكرات تفاهم بالمليارات مع إيران والصين لدعم المنظومة الكهربائية في البلاد، وأكدت مصادر في وزارة الكهرباء السورية أنها تسعى للاستفادة من طاقة الشمس والرياح، حيث وضعت حجر الأساس لمحطة شمسية بكلفة مليار ليرة سورية، ووقعت عقوداً مع الجانب الإيراني لشراء مجموعتين لتوليد الطاقة من الرياح.

 

مصائب قوم

وكما يقال فإن “مصائب قوم عند قوم فوائد”، وكانت المصيبة هذه المرة من نصيب أصحاب المولدات الكهربائية ومستوردي الشواحن والبطاريات، وتعرضت هذه التجارة لخسائر كبيرة اليوم، بسبب كساد تلك البضائع وتقول المصادر إن الخسائر قد تبلغ أكثر من ست مليارات ليرة سورية في حال استمر الواقع الكهربائي بالتحسن.
وحقق هؤلاء التجار أرباحاً طائلة خلال سنوات الحرب مستغلين حاجة السوريين، وتقول المصادر ذاتها إنه تم خلال السنة الماضية فقط استيراد بطاريات و”ليدّات” بما يزيد عن 40 مليار ليرة سورية.

 

خسائر كبيرة

وتجاوز إجمالي خسائر قطاع الكهرباء في سورية 1.2 تريليون ليرة خلال سنوات الحرب، وخرجت نصف محطات التوليد عن الخدمة، وتعاني محطات التوليد من عدم توفر الوقود، واستحالة تأمين قطع الغيار الضرورية أحياناً بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، إضافة إلى عدم توفر السيولة النقدية والقطع الأجنبي اللازم، وانخفاض عدد الفنيين في مجال التشغيل والصيانة بسبب الظروف الأمنية.

 

لبنان

مصادر في وزارة الكهرباء السورية أكدت ارتفاع كمية الكهرباء المباعة إلى لبنان إلى 200 ميغا واط، بدلاً من 100 ميغاواط، وأشارت المصادر إلى أن قرار رفع الكمية لن يؤثر على الوضع الكهربائي في سورية، لأن الحكومة سوف تشتري بالمبالغ المقبوضة من لبنان المزيد من الفيول اللازم لتشغيل محطات التوليد المتوقفة عن العمل.

يذكر أن نسبة إنارة المدن السورية قبل الحرب وصلت إلى من 100 %، حيث وصلت الكهرباء إلى كل منزل في المناطق النائية والمدن الرئيسية وكانت حالات انقطاع التيار الكهربائي أو التقنين شبه معدومة آنذاك.

 

 

المصدر: صدام حسين| قناة الجديد

 

 

اقرأ أيضاً