خاص|| أثر برس عاد الهدوء مجدداً إلى مناطق ريف حلب الشمالي، بعد نجاح الوفد الاستخباراتي التركي الذي وصل أمس إلى مدينة عفرين، في إجبار الفصائل المتصارعة على وقف القتال، بموجب اتفاق جديد أبرمته الفصائل مرغمةً تحت وطأة التهديدات التركية.
ووفق ما نقلته مصادر “أثر” من مدينة عفرين، فإن الوفد العسكري التركي الثاني الذي ضم 3 من كبار ضباط المخابرات التركية، عقد اجتماعاً موسعاً مع قيادات “الجبهة الشامية” والفصائل التابعة لها، و”حركة أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” (النصرة)، حيث استمر الاجتماع حتى حلول مساء الأمس، وتخلله توجيه الضباط الأتراك تحذيرات وتهديدات شديدة اللهجة في حال إصرار تلك الأطراف على مواصلة الاقتتال.
ونص الاتفاق الذي فرضه الضباط الأتراك، على انسحاب كل طرفٍ من المناطق التي سيطر عليها خلال المعارك الأخيرة، لإعادة خريطة توزع السيطرة إلى ما كانت عليه قبل ثلاثة أيام مع احتفاظ “حركة أحرار الشام” ببعض النقاط العسكرية في جنوب غربي عفرين، إضافة إلى الانسحاب الفوري لكافة القوات التي أرسلتها “النصرة” دعماً لـ “أحرار الشام” وعودتها إلى مناطق نفوذها في ريف حلب الغربي وإدلب، وإطلاق سراح كافة المسلحين الذين تم أسرهم من قبل الطرفين خلال الصراع.
وأكدت المصادر أن الأطراف المتصارعة سواء “تحرير الشام” و”النصرة”، أم “الجبهة الشامية” وباقي الفصائل الداعمة لها، سارعت فور انتهاء الاجتماع إلى البدء بتنفيذ بنوده، فكانت بداية التحرك مع انسحاب مسلحي “النصرة” وعودتهم إلى إدلب وريف حلب الغربي، بالتزامن مع إخلاء “الشامية” المقرات التي سيطرت عليها في منطقة الباب، وإعادة تسليمها إلى مسلحي “أحرار الشام” الذين بادروا بالتزامن إلى تسليم القرى التي سيطروا عليها في ريف عفرين مع معبر “الغزاوية”، إلى فصيل “فيلق الشام” الموالي لـ “الجبهة الشامية”.
وتمكنت أنقرة عبر هذا الاجتماع من إجبار قياديي الفصائل المتصارعة، وبعد سقوط أكثر من 40 قتيلاً خلال المعارك التي دارت بينهم، على الالتزام ببنود الاتفاق الذي فرضته.
كما أودت المعارك التي اندلعت خلال الأيام الثلاثة الفائتة بحياة 8 مدنيين بينهم طفلين، إلى جانب أكثر من 15 مصاباً بينهم نساء وأطفال وكبار بالسن، عدا عن الدمار الجزئي والكلي الذي لحق بمنازل وممتلكات الأهالي جراء القذائف المتبادلة بين أطراف الصراع في معاركهم.
تجدر الإشارة إلى أن الاقتتال الأخير بين فصائل أنقرة، كان قد اندلع إثر هجوم نفذته “الجبهة الشامية” على مقرات “حركة أحرار الشام” في منطقة الباب، تحت ذريعة تعليق عدد من كتائب الحركة مشاركتهم في العمل العسكري الذي كان تحدث عنه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في منطقتي منبج وتل رفعت، الأمر الذي دفع بـ “أحرار الشام” إلى طلب المؤازرة من “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، والتي أجج وصولها إلى مناطق شمالي حلب من وتيرة الصراع والمعارك والانقسام بين الفصائل على اختلاف مسمياتها وتحالفاتها.
زاهر طحّان- حلب