خاص || أثر برس “ارتفاع أسعار المنظفات دفعني إلى شرائها من البسطات”، تقول أم جهاد وهي موظفة في القطاع العام، لـ “أثر برس” إنه منذ حوالي أشهر نصحتها جارتها بشراء مسحوق الغسيل الفرط لرخص ثمنه مقارنة مع المعلّب، وقد تغاضت عن ضعف فاعليته، وعدم وجود رائحة زكية كما اعتادت دوماً، إلى أن تعطلت الغسالة، لتكتشف أن المسحوق اللعين هو من تسبب بالعطل، ما اعتقدَت أنها كسبته بهذه الطريقة، دفعت أضعافه على تصليح الغسالة.
ارتفاع 100%
باتت مواد التنظيف المصنّعة شعبياً منتشرة بشكل كبير في المتاجر وعلى البسطات في الشوارع، وغالباً ما تجد من يشترون تلك المواد، خصوصاً من يستطيعون الحصول على ما يحتاجون إليه وإن كان بكميات قليلة، لاحتياجاتهم اليومية ليس أكثر حيث سجلت بورصة أسعار المنظفات في الأسواق المحلية ارتفاعاً جديداً بنسبة 100%.
تقول باسمة “35 عاماً ” مدرّسة ابتدائي: “أستعمل مواد التنظيف التي لا تحمل أسماء ماركات معروفة، تختلف الجودة كلّ مرة، وفي بعض الأحيان أحصل على مواد أشبه بالماء من دون أيّ فاعلية، لذلك أضطر لزيادة الكمية لأحصل على الفاعلية”.
مشيرة في حديثها لـ “أثر برس” إلى أن المشكلة تكمن في أنّ بعض تلك المواد تسبب الحساسية، بالرغم من ذلك تقوم بتغيير المحل الذي تشتري منه تلك المواد وتبحث عن غيره، بالاعتماد على شهادة الجيران أو الأصدقاء، بأنّ هناك دكاناً أو شخصاً يبيع مواد تنظيف ذات نوعية جيدة.
أساليب احترافية للغش
وخلال جولة على بعض أسواق دمشق نلاحظ وجود ارتفاع في أسعار مادة سائل الغسيل لـ5 أضعاف، حيث وصل السعر لحدود 15 ألف ليرة سورية للعبوة الصغيرة، وارتفاع الشامبو لـ10 آلاف ليرة سورية، وكيلو الصابون المحلي بلغ 45 ألف ليرة سورية، إضافة لارتفاع علب منظفات الأوتوماتيك لـ30 ألف ليرة سورية .
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعترف بانتشار ظاهرة الغش على نطاق واسع، وأوردت أمثلة عن آلية الغش المتبعة وذلك بعد تحليل عينات من المواد، حيث يتم غش المنظفات عبر إضافة الملح إليها على حساب المادة الفعّالة.
أما رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي، اعتبر أن عمليات الغش في الأسواق وصلت إلى درجة لا يتحملها العقل.
وبرر بتصريحه لـ “أثر برس” وجود سوء في الإنتاج بسبب قيام البعض بتخفيض نسبة المادة الفعالة ولاسيما أن الماركات المعروفة أو المصانع الكبيرة توقفت أغلبيتها عن الإنتاج، وخروج عن الخدمة أدى لظهور ما يسمى المواد مجهولة المصدر معبأة ضمن عبوات بلاستيك أو أكياس نايلون، إضافة للجوء بعض المحال للترويج لهذه المنتجات بهدف الكسب المادي الكبير مقارنة بالمواد الأخرى.
وأضاف المعقالي: “بات الغشاشون اليوم يستخدمون أساليب احترافية في الغش، حيث أن 70% من حالات غش المنتجات أكثر من احترافية، وتتم بفرط من العشوائية والسذاجة، وبضغط من صعوبات العيش التي تحاصر المستهلكين والباعة على حد سواء”.
وتشير المعلومات إلى أن الظروف الراهنة أدت لخلق نوع من التقنين في استخدام المادة مع انخفاض استهلاك المواطنين بنسبة 30% نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف الدخل، بحكم أن المنظفات تشكّل 10% من دخل المواطن.
نور ملحم