خاص || أثر برس افتتحت أول أمس جامعة بريطانية فرعاً لها في العاصمة دمشق، متخذة من المنطقة الحرة مكاناً لها، لدعم قطاع التعليم الجامعي في سوريا الذي لم ترحمه العقوبات الدولية الصارمة المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، وقيود السفر التي فرضتها العديد من الدول على أعضاء هيئة التدريس من السوريين، ومنعتهم حضور المؤتمرات والتعاون مع الزملاء الدوليين.
مدير مركز النفاذ للجامعة البريطانية للتعليم عن بعد المهندس أسامة السيد، وبتصريح لـ “أثر” أشار إلى أن الجامعة البريطانية والتي تتخذ من لندن مقراً لها، تمكنت من تجاوز عقوبات الاتحاد الأوروبي وافتتاح مركز نفاذ وباللغة العربية في المنطقة الحرة بدمشق دون أن يكون للسلطات السورية أي نوع من التدخل.
يؤكد السيد في تصريحه لـ “أثر برس” أنه لم يتم أخذ التراخيص من الجانب السوري ولكن هناك ترخيص من “الآيسك” المعنية بالتصنيف الجامعي الدولي إضافة إلى 158 دولة حول العالم، لافتاً إلى أن الحكومة السورية لا تعترف بشهادات الغرب وبالمقابل الغرب لا يعترف بالشهادات السورية، ولكن يتم العمل حالياً لأخذ التراخيص السورية من قبل وزارة التعليم العالي، مشيراً إلى أن هذه الجامعة هي أول جامعة أوروبية تفتتح فرعاً نظامياً لها للتعليم عن بعد في سوريا.
وحول تأثير العقوبات على موضوع الافتتاح في سوريا، أشار السيد إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم الدول الأشد فقراً من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وبرامج التعليم، وعلى ضوء ذلك تمكنت الجامعة من فتح فرع لها في سوريا وقد قام فريق الإدارة بتأمين منح دراسية بنصف القيمة للطلاب الراغبين بإكمال دراستهم في جامعات الخارج على أن يكون التعليم من سوريا عن بعد وبإحدى اللغتين العربية أو الإنكليزية، وذلك سيوفر على الطالب أعباء السفر ضمن ظروف كورونا والأوضاع السياسية غير المستقرة في العديد من الدول.
بدوره أشار الخبير الاقتصادي الدكتور علاء الصفري في تصريح لـ “أثر برس” إلى أن افتتاح فرع لجامعة بريطانية بدمشق هو من الأدوات غير المباشرة لكسر الحصار على سوريا، لافتاً إلى أن الجامعة خطوة مهمة بحكم أنها معتمدة من قبل الوزارات البريطانية، لذلك هي عامل إضافي في مجال التدريب واكتساب المهارات، وخطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح ضمن ظروف صعبة.
وبحسب الصفري، فإن انفتاح التعليم السوري للخارج قد بدأ اليوم والدليل على ذلك أن العديد من الدول العربية والأجنبية تستقطب المهارات السورية في جميع المجالات الطبية والهندسية والإدارية.
يذكر أن الجامعة البريطانية لديها ثلاثة أقسام أكاديمية وتنفيذية ومهنية تمنح من خلالها شهادات للمرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا دبلوم وماجستير ودكتوراه، في اختصاصات متعددة ومتنوعة مثل الإعلام والاتصال وإدارة الأعمال والاقتصاد والفن والعلوم الإنسانية والتي بدورها تفتح آفاقاً كثيرة للطلاب بهدف الدخول إلى سوق العمل في المجال الذي يرغبون به.
بينما ذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سوريا أنه لا يوجد ترخيص لمؤسسة تعليمية باسم “الجامعة البريطانية للتعليم الافتراضي” وما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي عن إطلاق الجامعة المذكورة أعمالها في سوريا مخالف للقوانين والأنظمة وشهاداتها لا يمكن معادلتها أو الاعتراف بها.
نور ملحم