أثر برس

دمشق قالتها بوضوح: لا نرغب بإثارة ملف عودتنا للجامعة العربية.. إعلان سبق أن تم التمهيد له

by Athr Press Z

إعلان سوريا عن عدم رغبتها بإثارة ملف عودتها إلى الجامعة السورية، لحقه بساعات قليلة بيان من الخارجية الجزائرية ثمّن موقف سوريا الذي حسم هذه المسألة، ما يؤكد أن الموقف السوري جاء لإبعاد الحرج عن الجزائر وحل أحد العقد العالقة في طريق عقد قمة الجامعة العربية في تشرين الثاني، ويشير أيضاً إلى أن سوريا تكتفي خلال المرحلة الحالية بخطوط الاتصال التي تجمعها مع الدول العربية بشكل ثنائي، فيما أثارت هذه الخطوة السورية المباشرة والواضحة عدة تساؤلات حول احتمالية نجاح هذه القمة وحول احتمال عودة دمشق لمقعدها في الجامعة مستقبلاً.

وفي هذا الصدد نشر المحلل السياسي غسان يوسف في موقع “ميدل إيست أي” البريطاني مقالاً أشار إلى أن سوريا تعمل في هذه المرحلة على إعادة علاقاتها مع الدول العربية، مشيراً إلى أن “إعادة العلاقات السورية مع بعض الدول العربية، يؤكد أن دمشق بدأت تتعامل مع الدول العربية بشكل إفرادي، دون المرور بجامعة الدول العربية، وأنها لن تحتاج إلى إذن منها، وهنا لا بد أن نتذكر أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد كشف في التاسع عشر من أيار العام الحالي في مقابلة مع قناة السورية أن لدى دمشق تواصلاً مع كل الدول العربية باستثناء قطر، وأن الولايات المتحدة تضغط على الدول العربية التي تتواصل مع سوريا، عبر التهديد بسحب التمويل وفرض العقوبات”، وختم حديثه قائلاً: “من هنا يمكن القول إن سوريا قد لا تهتم كثيراً بعودتها إلى جامعة الدول العربية وحضور قممها باعتبار أنها وجدت أن الحل الأمثل يكمن في العلاقات الثنائية، والحفاظ على علاقات جيدة مع دول الجوار العربي”.

وفي السياق ذاته نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مساعد وزير الخارجية المصري حسين هريدي، الأسبق، قوله: “إن فرص انعقاد القمة العربية في موعدها باتت أكبر”، واصفاً التصريحات الأخيرة بشأن موقف دمشق، بأنها “مخرج دبلوماسي بنّاء، جاء بناءً على اتفاق في الرأي بين الحكومتين الجزائرية والسورية، وربما بمساعدة دول عربية أخرى، ويؤكد حرص الجزائر على استضافة القمة العربية في موعدها، وثقة حكومة دمشق في نفسها”، فيما قال مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية بالمغرب الدكتور عبد الفتاح الفاتحي: “هناك تحديات كبيرة على السطح تعترض العمل العربي المشترك، في ظل استمرار التصعيد بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء، حيث رفضت الجزائر مختلف محاولات الوساطة العربية والأجنبية لإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إضافة إلى تصاعد أزمة دبلوماسية مغربية – تونسية بسبب استقبال الأخير لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، الأمر الذي كشف صعوبات في التوافق على الأفق السياسي لعقد القمة بالشكل الذي تتصوره الجزائر”، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

فيما عد مقال نشرته صحيفة “القدس العربي” أن “بيان الخارجية الجزائرية يلمح إلى أن سوريا تراهن على رئاسة الجزائر للقمة العربية، من أجل لم الشمل الذي يعني عودتها إلى مقعدها بالجامعة العربية مستقبلاً، بعد أن تعذر ذلك بمناسبة عقد القمة في الجزائر، نظراً للخلافات الكبيرة التي ليس من الممكن احتواؤها في ظرف قصير، ويشير حرص الجزائر على حسم قضية مشاركة سوريا في القمة العربية، إلى رغبتها في نزع مبررات التأجيل التي ظهرت بقوة في الفترة الأخيرة، على لسان دبلوماسيين عرب في القاهرة، بدعوى الخلاف حول المسألة السورية وعلاقة الجزائر بإيران وغيرها من المبررات غير المستساغة لدى السلطات الجزائرية”.

موقف سوريا بخصوص عودتها إلى الجامعة العربية، لا يعتبر موقفاً مفاجئاً وذلك ليس استناداً على التحليلات وتصريحات مسؤولين في الجامعة حول الخلافات الحاصلة بين أعضائها عند مناقشة وقف تعليق عضوية سوريا في الجامعة فحسب، وإنما هذا الموقف لمّح إليه وزير الخارجية المقداد، بشكل واضح عندما استضاف نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، في دمشق، حيث قال خلال مؤتمر صحفي مشترك: “دعونا لا نبّسط الأمور، فيجب أن نتعامل مع الواقع في إطار وضع إقليمي ووضع دولي، ويجب أن نفكر بالضغوط التي تمارس على مختلف الأصعدة من أجل حل الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، فسوريا ستبقى في قلب العمل العربي المشترك، وإذا كانت هنالك بعض الإجراءات المعارضة لهذا العمل فيتحمل مسؤوليتها الذي فرضها، وهي فرضت بضغوط دولية وفي ظروف معينة”، وذلك بعد أيام من تأكيده على أن سوريا تتواصل مع كافة الدول العربية باستثناء قطر، وأن عودتها إلى الجامعة العربية ليست ضمن قائمة أولوياتها.

أثر برس 

اقرأ أيضاً