أثر برس

بعد إعلان وفاتها.. اتفاقية قطر الكروية تعود إلى الحياة

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

في عام 2018 وقع الاتحادان السوري والقطري اتفاقية كروية اعتبرتها القيادة الرياضية في سوريا حينها باطلة كزواج “عتريس” من “فؤادة الباطل” في الفيلم المصري الشهير “شيء من الخوف”، الذي قام ببطولته القديران شادية ومحمود مرسي وأنتج عام 1969، لأنها مخالفة للأعراف والقوانين الرياضية.

وكانت السبب أو أحد الأسباب الرئيسية في حل اتحاد كرة القدم الذي كان يقوده حينها صلاح الدين رمضان، فيما كان يقود المنظمة الرياضية اللواء موفق جمعة الذي أنكر علم القيادة الرياضية بهذه الاتفاقية، وكانت حجته أن كل شيء يجب أن يمر عبر قنوات رسمية، فيما أكد في ذلك الوقت رئيس اتحاد كرة القدم أنه نال موافقة القيادة الرياضية على هذه الاتفاقية، وبين “حانا ومانا” ضاعت الاتفاقية التي كانت ستعم بالفائدة على كرتنا أكثر منها على كرة القطريين لفارق الإمكانيات المادية بيننا وبينهم.

يوم أمس عادت الاتفاقية للظهور من جديد، بعدما أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم في لقاء رئيسه صلاح الدين رمضان مع نظيره القطري الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بحضور نائب رئيس الاتحاد عبد الرحمن الخطيب، ونائب رئيس الاتحاد القطري والآسيوي سعود المهندي في مقر الاتحاد القطري، عن الاتفاق على تعزيز علاقات التعاون بين الاتحادين وتفعيل الاتفاقيات السابقة ودعم كافة المنتخبات الوطنية والفرق السورية، فيما يتعلق بالمعسكرات التي ستقام داخل دولة قطر مستقبلاً بعد انتهاء بطولة كأس العالم وتنفيذ البرامج التنموية والتطويرية بشكل كامل.

وهذا يعني أن الاتفاقية السابقة أصبحت قيد التنفيذ و”يا دار ما دخلك شر” وبالنسبة للسنوات الأربعة التي مضت دون أن نستفيد منها شيئاً  فـ “العوض على رب العالمين”.

الاتفاقية القديمة الجديدة

نصت الاتفاقية القديمة الجديدة على أن الاتحادين هما الهيئتان المستقلتان المسؤولتان عن إدارة كرة القدم في البلدين، ويخضعان لسلطة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الآسيوي “AFC”.

كما نصت على توطيد العلاقات ووضع آلية لتطوير العمل المشترك، وتقاسم الموارد والخبرات، إلى جانب التعاون في مجالات مختلفة.

ونصت أيضاً على إدراك كل طرف منهما أنه ليس هناك ما يحد من الحقوق والمسؤوليات، وأن الاتفاق جاء “من أجل إقامة روابط قوية بينهما من أجل المنفعة المتبادلة، وتعزيز رياضة كرة القدم في البلدين ونموها واستمرار نجاحها”.

كما يدير الاتحادان التعاون من خلال الإدارات المعنية، والمسؤولين والخبراء الفنيين والمدربين والحكام واللاعبين في المسابقات والدورات الفنية والتعليمية والبرامج الدراسية والمؤتمرات.

وتضمنت الاتفاقية أيضاً تبادل الخبرات والمختصين في مجالات بناء وإدارة المنشآت الرياضية والمواد والمعدات العلمية والطب الرياضي.

وأكدت على “التعاون المشترك في مجالات تدريب الموظفين الفنيين وسبل وضع الإجراءات التنظيمية”، إلى جانب توفر المراكز والمنشآت لإتاحة المنافسات والتدريب والمعسكرات، متى دعت الحاجة وكان الأمر متوفراً.

كما يشترك الاتحادان في تبادل المشاورات بخصوص قضايا محددة وشؤون العلاقات الدولية، ولا سيما داخل الاتحادين الآسيوي والدولي.

ويتيح بند التبادل المهني والفني لموظفي الاتحاد القطري ومؤسسة دوري نجوم قطر، فرصة الحصول على الخبرات ومعرفة الدورات والمرافق المتاحة في الاتحاد السوري، والعكس بالعكس.

ويتعاون الاتحادان في تنظيم مباريات دولية ودية بين المنتخبات الوطنية، تتضمن الرجال والنساء والفئات العمرية، على أن يتفق لاحقاً بخصوص شروط وأحكام المباريات.

أما المعسكرات التدريبية فيمكن للاتحادين استخدام المرافق الرياضية المتاحة في البلدين، على أن يصمم القطري برامج تدريبية مخصصة للمنتخب الوطني السوري والأندية المحلية، لمراقبة أداء الفرق وتحسينها.

وكذلك تسهيل وتنسيق استخدام المرافق الحديثة في قطر ضمن أكاديمية “أسباير”، على أن توفر للاتحاد السوري للاستخدام من خلال التعامل مع الجهة التي تديرها.

وتشمل الاتفاقية تطوير الحكام والإعلام الرياضي والتسويق وغيرها من الأمور الرياضية.

ويتعين على الاتحادين وفقاً لمتطلبات كل حالة، الاتفاق على الشروط والأحكام الخاصة بتبادل الخبرات، وفق إمكانيات الطرفين.

الشمالي: الاتفاقية مفيدة لكرتنا

عضو اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة المدربين الكابتن رفعت الشمالي قال لـ “أثر برس” إن “الاتفاقية مكسب لكرة القدم السورية وستعود بالفائدة على منتخباتنا وكوادرنا وستظهر نتائجها الإيجابية قريباً”، وتمنى أيضاً أن يكون لها دور في فك الحظر عن ملاعبنا وعودة المباريات والبطولات العربية والقارية إليها.

وتباينت ردود أفعال الجمهور السوري ما بين مؤيد للاتفاقية ورافض لها ولكل وجهة نظره ورأيه، فالمؤيدون يرون فيها فائدة كبيرة لكرتنا ويجدون أن الرياضة لا دخل لها بالسياسة التي قد تتبدل حسب المصالح بين الدول في كل لحظة، فيما يبرر الرافضون لها رفضهم لمواقف قطر السياسية من سوريا وأن الرياضة لا تنفصل عن السياسة.

الاتفاقية تمت ولا نعتقد أنها ستموت ولو مؤقتاً هذه المرة، وكان هناك مقدمات لهذه الاتفاقية من خلال إرسال عدد من لاعبي أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية للعلاج في أكاديمية “أسباير” وتم علاجهم وتأهليهم وعادوا للملاعب مرة أخرى.

 

محسن عمران

اقرأ أيضاً