أشار الجنرال أليكسوس غرينكويتش قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية، التي تشرف على القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، إلى أنه منذ بدء الحرب الأوكرانية لاحظ الأمريكيون أن القوات الروسية في سوريا أصبحت أكثر عدوانية جواً وبراً.
ووفقاً لما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية عن غرينكويتش، قوله: “الوجود الروسي في سوريا أصبح أكثر عدوانية منذ حرب أوكرانيا”، مؤكداً أن “القوات الأمريكية تشهد ضغطاً متزايداً في الجو وعلى الأرض من قبل الروس”.
ولفت إلى أن هذا السلوك الروسي يثير القلق لدى الأمريكان، إذ قال: “بصراحة، إنه أمر مقلق بعض الشيء، إذ لدينا قوات على الأرض وطائرات روسية مسلحة تحلق فوقها، الطيارون والملاحون الجويون على اتصال وثيق مع الروس كل يوم، ويعترضونهم ويرافقونهم ويتأكدون من بقاء قواتنا على الأرض آمنة في سوريا والعراق”.
وعن أسباب تزايد النشاط الروسي، عدَّ قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية، أن هذا النشاط مدفوع من “بعض شخصيات القيادة الروسية الموجودة في سوريا الآن”، زاعماً أن “بعض هؤلاء الضباط الروس فشلوا في أوكرانيا، وهم الآن في سوريا، وفي تقديري أنهم يحاولون صنع اسم لأنفسهم مرة أخرى، واستعادة المكانة داخل القوات المسلحة الروسية، ولا أعتقد أنهم سينجحون، لكن هذا ما يحاولون القيام به”.
وفي هذا الصدد، يشير الخبراء إلى تزايد حدة اللهجة الروسية ضد الوجود الأمريكي في سوريا، إذ يؤكد المسؤولون الروس باستمرار وفي المناسبات كافة على ضرورة إنهاء هذا الوجود، وذلك بالكشف عن ممارسات القوات الأمريكية في سوريا، إذ قال أخيراً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في 22 تموز الفائت في أثناء لقائه بنظيره التركي خلوصي آكار، في إسطنبول: “الجيش الأمريكي استولى دون مبالاة على مناطق في سوريا، إذ يتم استخراج الهيدروكربونات استخراجاً غير قانوني، وتتم بالفعل سرقة الثروات من دولة ذات سيادة”، بالإضافة إلى تطور التصعيد بينهما إلى حد استهداف محيط أهم القواعد الأمريكية في سوريا، إذ استهدفت القوات الروسية في الفترة الماضية قاعدة التنف مرتين، الأمر الذي وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه إجراء “تصعيدي واستفزازي”.
يشار إلى أن ارتباط التحركات العسكرية الروسية في سوريا بحرب أوكرانيا، بدأ يظهر قبل أن تبدأ هذه الحرب بفترة وجيزة؛ ففي شباط الفائت تم إجراء مناورات بحرية روسية بإشراف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو شخصياً، وذلك بعد وصول حاملات الطائرات الروسية المتطورة إلى قاعدة حميميم الروسية في طرطوس، بالإضافة إلى اللقاء الذي أجراه شويغو حينها مع الرئيس بشار الأسد، وتعقيباً على ارتباط الملفين ببعضهما، سبق أن أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، في حديثه أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ في شباط الفائت، أن “واشنطن لا تستبعد احتمال تدهور نوعية التفاعل بين الوحدتين العسكريتين الروسية والأمريكية في سوريا، تبعاً لتطورات الأزمة الأوكرانية”، كما قال الخبير العسكري الروسي يوري ليامين: “إذا استمر التوتر في التصاعد، فعندئذ في النهاية سينعكس حتماً في كل مكان، وبالتالي، سوف تقل احتمالات تسوية الخلافات بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا أيضاً، وأضف على ذلك، أنه لا يمكن استبعاد إمكانية استخدام الاتجاه السوري في لحظة ما من قبل أحد الأطراف لممارسة الضغط على الطرف الآخر أو تشتيت انتباهه”، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيزافيتسيتا غازيتا” الروسية.